اعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن رفع بعض الدول لمستوى مشاركتها في قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية ساهم في مزيد من النجاح لتحقيق أهدافها في التعاون لمواجهة المخاطر التي تعصف بالأمة. وأكد في حديث ل"الوطن" أن التمثيل العالي لإيران من خلال الرئيس محمود أحمدي نجاد زاد من فرص التفاهم مع الدول الأخرى خاصة السعودية حول قضايا محورية وحساسة وحاسمة على رأسها الملف السوري. وقال "أتمنى أن يساهم هذا الحضور الرفيع في حلحلة القضايا الكبرى ومعالجتها لحقن دماء الأبرياء في سورية". وأكد أوغلو أن مشاركة القادة تمت بسبب إسقاطهم لكل الحسابات السياسية والخلافات، معتبرا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحول إلى شخصية إسلامية نافذة ذات صبغة أبوية رفضت العمل إلا من خلال التعاون لجمع شتات المسلمين لتحقيق روح التضامن والتعاون بمعناه الحقيقي بين دول العالم الإسلامي كافة دون استثناء، ليكون الإسلام جامعا بين هذه الدول وليس مفرقا بينها". إلى ذلك قال أوغلو إن العمل سيبدأ على الفور في بناء المقر الدائم لمنظمة التعاون الإسلامي، بمدينة جدة والذي يقدَّم كهدية كريمة من خادم الحرمين الشريفين للأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن المنظمة عرضت في الجلسة الختامية أمس فيلماً وثائقياً مدته 3 دقائق لتصميم بناية المقر الجديد. وأعرب عن الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين لهذه المكرمة السامية التي تستفيد منها المنظمة والأمة الإسلامية جمعاء. وكشف أوغلو أن الأمانة العامة للمنظمة استلمت "وثيقة اتفاقية المقر" من وزارة الخارجية السعودية بعد توقيعها من طرف السلطات الرسمية. وتنظم هذه الوثيقة الإطار القانوني لعلاقة المملكة بالأمانة العامة للمنظمة، كما تشمل الامتيازات والحصانات لموظفي الأمانة العامة والوفود والزوار. وقال أوغلو "قمة التضامن في مكةالمكرمة، هي وقفة تأمل ولحظة صدق تتطلع فيها الأمة إلى قادتها لينهضوا بالمسؤولية التاريخية لتجاوز هذه الظروف العصيبة". وأشار إلى أنه قد بات من الواضح أنه لا يمكن للعالم الإسلامي الاستمرار على نهجه الحالي، بينما يقتضي الواجب أن يكون أحد روّاد هذا العصر، مضيفاً بأنه استكمالاً لتنفيذ برنامج العمل العشري الذي أقرته قمة مكة الاستثنائية 2005، أراد خادم الحرمين انطلاقاً من حرصه على تضافر جهود المسلمين ، أن يعزز المفاهيم التي تؤسس للعمل الإسلامي المشترك عن طريق التركيز على موضوع التضامن الإسلامي. على صعيد آخر، أوضح الأمين العام أن المنظمة وسعت من حضورها عالمياً، واستطاعت خلق كتلة تصويتية ملتزمة قوامها 57 صوتاً في الأممالمتحدة وغيرها من المؤسسات العالمية للدفاع عن مصالح الأمة الإسلامية، وشدَّد على أنها تعد الكتلة الأكبر من حيث التصويت في الأممالمتحدة.