تتوالى الحوادث المؤلمة التي يندى لها الجبين، وتذرف بسببها العين دما بدل الدمع ونحن نتفاعل مع الحدث في حينه، وقد يشغل الرأي العام في الصحف المحلية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الحديثة في تويتر والفيس بوك والواتس آب وغيرها، ولكننا قد ننسى الحدث بعد فترة وجيزة ولا نذكره إلا بعد أن تقع كارثة أخرى لأننا لم نتخذ من تلك العبر اعتباراً، وما أكثر العبر، وما أقل الاعتبار، كما قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه- ومن هذه الكوارث حوادث الآبار المكشوفة التي تلتهم الأبرياء، والسبب اهمال أصحاب تلك الآبار و الجهات المسؤولة، التي يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة حيال تلك الآبار حادثة بعد حادثة، وضحية بعد ضحية. أدمت قلوبنا حادثة الطفل البريء في المغرب ريان، الذي التهمته بئر مكشوفة في ضواحي مدينة شفشاون بالمغرب، وكان حديث العالم من أدناه إلى اقصاه لمدة أربعة أيام حتى انتشلته فرق الإنقاذ المغربية، وانتقل إلى جوار ربه -تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان- وأسأل الله أن يتقبله برحمته وأن يكون شفيعاً لوالديه و(إنا لله وإنا إليه راجعون). الآبار الارتوازية المهملة التي تركها «أصحابها» مكشوفةً حول القرى، والمزارع، والهجر، والمدن، والأودية، والمناطق المفتوحةكأفواه قبور تنتظر ساكنيها وهم غافلون عمّا تحت أقدامهم من خطر محدق قد يقعون فيه في أي لحظة، ومن هذا المنبر آمل من أصحاب المزارع والحدائق والآبار والمسؤولين في أي مكان في مدن ومحافظات المملكة وقراها وهجرها ، حصر شامل للآبار المكشوفة لدرء تلك الأخطار عن السكان، لأنه حدث لدينا الكثير من الحوادث المماثلة لحادثة الطفل ريان، وكتبنا عنها في حينها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، طفلة تبوك لمى -يرحمها الله تعالى- قبل ثمان سنوات، وطفلان بالمدينة مشاري وفهد بمخطط الملك فهد بالمدينة عام 1428 هجري -يرحمهما الله-، ولكننا إلى الآن نرى الإهمال في هذا الجانب. هذا ما أردت توضيحه، والله من وراء القصد.