ظاهرة لافتة للنظر فرضت نفسها بقوة على دراما رمضان لهذا العام، وهي " اللحية" و"الحجاب"، والتي جاءت ضمن أبرز ملامح كثير من الشخصيات الدرامية في السباق الرمضاني، إذ لم يخل عمل درامي واحد من عدة مشاهد يظهر من خلالها البطل باللحية، أو البطلة بالحجاب، حتى وبعيداً عن الحجاب واللحية، إلا أن بعض المسلسلات تطرقت إلى الجماعات الدينية في أحداثها. وأشار نقاد في حديثهم إلى "الوطن"، إلى أن تلك الظاهرة جديدة بالفعل على الدراما المصرية، معتبرين أنها محاولة لمغازلة التيار الديني السياسي. وبدا واضحاً منذ الحلقات الأولى للنجوم والنجمات، حيث ظهر الفنان محمود عبد العزيز بلحية في مسلسل" باب الخلق"، وكذلك نور الشريف في "عرفة البحر"، وجمال سليمان في مسلسل " سيدنا السيد"، وأيضاً محمود قابيل في "البحر والعطشانة"، وعدد من المشاهد في " الخواجة عبد القادر"، أما النجمات فحرصن أغلبهن على الظهور بحجاب منهم الفنانة دينا في "باب الخلق"، رغم أنها تجسد دور راقصة في المسلسل، وكذلك الفنانات علا غانم، ولقاء الخميسي في" الزوجة الرابعة"، ورانيا محمود ياسين في"أم الصابرين"، وبثينة رشوان في "النار والطين". من جهتها قالت الناقدة الفنية نهى حماد، "إننا أمام اتجاه جديد نشأ في مصر وأصبح قائما، فبعد تغير نظام الحكم في البلاد وتولي جماعة الإخوان مقاليد السلطة، لا أحد يستطيع أن ينكر أن كثيرا من القضايا المقدمة في دراما رمضان هذا العام تسير نحو هذا الاتجاه، بهدف مسايرة الواقع الجديد، والتماشي مع الجديد الذي يشهده المجتمع حالياً. ومن جهته أكد الناقد الفني محمود الكردوسي أن هناك مبالغة إلى حد كبير في تقديم الشخصيات الملتحية أو المحجبة، في دراما رمضان لهذا العام، مبرراً ذلك بالتطور الذي شهده المشهد السياسي في مصر بعد ثورة"25 يناير"، والتي تم تفسير نشأتها بدافع مغازلة التيار السياسي الديني الحاكم للبلاد.