كما أن الله يختص برحمته من يشاء، فإنه يختص بفضله من يريد، فالأولى بعدله والثانية بحكمته، ولا معقب لحكمه. وفيما أرى أن الفضل ينساق طواعية صوب كثير من أهل الخير. ومن أؤلئك الشيخ الرمز عبدالله بن سعيد أبو ملحة، الذي تعلم من المدارس النظامية، ومن مدرسة الحياة ما يجعله منصة محتواها يخدم الباحثين النابهين الذين يتلمسون تتبع الفضائل والتأسي بها، فتجربة الشيخ ثرية وتغري باستنساخها، إذ تسنّم المناصب دون اختيار، واستهدفته المشاريع بكل اقتدار، وأسلمت له قيادها طواعية، وكان ولا يزال قريبا من المسؤولين الذين يفيدون ويستفيدون منه. يتمتع الرمز عبدالله أبو ملحة بتعلقه بالتميز، حتى أصبح أيقونة في هذا الباب، ويعرف هذا كل من عمل معه، أو عمل هو من معهم. وأظن ظنا، يرقى إلى درجة اليقين، أنه أحد الشخصيات البارزة على مستوى الوطن، إذ قدم الكثير لوطنه ولمنطقته، وأسهم في الكثير من الأعمال التي يصعب حصرها، ولكن من أهمها وليس - آخرها - تأسيس الغرفة التجارية بأبها، وتأسيس الكثير من الشركات والجمعيات الخيرية في منطقة عسير. وقد أدرك الأمير خالد الفيصل، حين قال (قبل 20 سنة): «ولعلي لا أخفي سرا، فلقد سعدت بزمالة هذا الرجل الأخ الزميل العزيز عبدالله أبو ملحة في الإمارة والغرفة التجارية بالمنطقة، وأشكره على ما قام به من جهود من خلف الكواليس، ولا يستغرب عبدالله أبو ملحة حضوري، للاحتفال بتكريمه، وهو الذي وفاه جده لجدي ووالده لوالدي وهو معي». والأمير خالد الفيصل لا يمنح شكره إلا لمن يستحقه، والشيخ عبدالله أبو ملحة يستحقه. ويقول مساعد أمين عام مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية عبدالرحمن بن سعيد الكنهل، ، في حفل تكريم عبدالله أبو ملحة: «إن أستاذنا الفاضل عبدالله أبو ملحة منهل شربنا من خبراته، وما زلنا طلبة في مدرسته، ونشكره على ما بذله من جهود مخلصة في خدمة الأجهزة المؤسسية للقطاع الخاص، خدمة امتدت أكثر من 20 سنة». (صحيفة الجزيرة - العدد: 10458 في 23 / 2 / 1422). وهذا التكريم والحظوة لعبدالله ابو ملحة هو ما جعل مجلس إدارة الغرفة بمنطقة عسير يختاره رئيسا فخريا لغرفة أبها مدى الحياة، تقديرا لما قدمه من خدمات جليلة لهذه الغرفة، ولمنطقة عسير بصفة عامة، وهذا أحد الشواهد على أن اسمه يعد قيمة مضافة للأعمال المعتمدة المعتبرة والمتعدية. لا أستطيع في هذه الأسطر أن أعدد جهود الشيخ عبدالله أبو ملحة، فهي كبيرة وثقيلة في الميزان، ومعروفة في الميدان، فهو رجل دولة ثقيل في الميزان الوطني، قريب من صاحب القرار، ومدرسة تقدم درسها للمستفيد، وفصل حقيقي يخدم من بعيد.. يجيد التشارك المجتمعي، دأبه الصالح العام والنفع المتعدي، سيرته عطرة وأيامه نضرة، فليت المهتمون بالتاريخ الشفاهي يوثقون تجاربه، فإن لديه ما ليس عند غيره. وقفة: لن تنسى لجنة «أصدقاء المرض» بعسير جهود الشيخ عبدالله أبو ملحة في دعم مسيرتها في تخفيف معاناة المرضى المحتاجين. كذلك سعد بن عبدالعزيز أبو ملحة والدكتور وليد أبو ملحة و محمد بن سعيد أبو ملحة نفع الله بجهودهم، وإن كنت أعلم يقينا أنهم لا ينتظرون الجزاء إلا من الله، ولكن من باب «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».