فيما كان رجال أبها يكرّمون الشيخ عبدالله بن سعيد أبو ملحة بعد نجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخراً كنت أتصفح تاريخ هذا الرمز بوفائه وعطائه وتواضعه ومنجزاته. لم أتوقف عند قصائد حسين هبيش والمنشلي ولم أتوقف عند كلمات شيخ قبائل بني مغيد وبني نمار علي بن سعد بن مفرح ولا كلمات اللواء سعيد بن محمد أبو ملحة المتزنة بل توقفت عند كلمات المحتفى به عبدالله بن سعيد أبو ملحة ففيها من المواطنة كثير وفيها ملامح الصدق ونقاء السريرة وجودة المعدن. عبدالله بن سعيد أبو ملحة قدّم جهوداً رائعة على مدى أربعة عقود ونيف فقد كان «دينمو» أفكار خالد الفيصل وكان عنواناً حقيقياً لدور غرفة أبها التجارية منذ انطلاقتها وكان صاحب صولجان صرح صحيفة «الوطن» بدعم ومتابعة خالد الفيصل وكان أبو ملحة عضواً فاعلاً في مجلس المنطقة ومجلس الشورى وعضوية عدة شركات ومؤسسات أما أدواره الاجتماعية فلن يتسع المجال لسردها والأوفياء من أهل عسير يعرفون تفاصيلها تماماً فهو الذي أنقذ مشروع جمعية الأطفال المعاقين من الفشل قبل وضع حجر الأساس بأربع وعشرين ساعة وهو الذي تصدى لمحاولة اختطاف ساحة البحار الشعبية وسط مدينة أبها بعد تعثر كل محاولات أعيان أبها. عبدالله بن سعيد أبو ملحة علامة فارقة في العطاء والنقاء وآخر أفكاره مطالبته بتشكيل جمعية تعنى بمقابر المنطقة التي أصابها الوهن والعبث والإهمال ووجد أن المقابر وصلت لوضع لا يحتمل فتقدم بفكرة الجمعية لأمير عسير ولقيت القبول والرعاية والاهتمام من سموه، هذا المشروع ليس آخر عطاءات أبو ملحة فهو مبتكر ومبدع ومخلص ومحب للخير وصادق مع نفسه وموفق في كل خطواته وأنموذج يحتذى.