أجمعت الدراسات المختلفة على أن المدير، أو ما يطلق عليه بالإدارة هي: العمل مع الآخرين أفرادا وجماعات، بحيث يتم من خلال ذلك التعامل إنجاز المهام وتحقيق الأهداف. وعموما فالمدير الفعال هو الذي يهتم معا بالأهداف والمهام التي تحقق ذلك، ويهتم أيضا بالأفراد العاملين تحت إشرافه وبدون تفريط أو إفراط في أي جانب منهما، ويهتم أيضا بكافة الموارد والبرامج والنشاطات الأخرى، فهو يحاول بناء علاقات جيدة مع العاملين وتطوير العمل الجماعي، وكذلك إنجاز الأهداف المرسومة وتحقيق أفضل النتائج. ومن ثم فإن على المدير الفعال أن يكون قياديا من حيث السلوك والمهارات، خاصة المهارات الإنسانية، وأن يكون مديرا كفؤا من حيث الوظائف الإدارية والنشاطات الخاصة بالمنظمة. أي أن على المدير أن تكون لديه مهارات القيادي، ولكن أن يتم التركيز أكثر على مهارات الإدارة خاصة إذا طور نفسه في مجال التعامل الإنساني مع الأفراد والمجموعات (الجانب السلوكي)، أي أنه إذا جمع ما يلزم من المهارات الإنسانية تصبح بعد ذلك وظائف الإدارة والبرامج والوظائف والنشاطات الأخرى أكثر أهمية. ويمكن اختصار ذلك بالقول إن مهارات الإدارة تتطلب من المدير القدرة على التأثير بكفاءة وفعالية على الأفراد والمجموعات لتغير سلوكياتهم نحو متطلبات المنظمة وأهدافها وإستراتيجياتها وسياساتها. ووظائف الإدارة تتطلب أيضا من المدير القدرة على إنجاز المهام وتحقيق الأهداف التنظيمية بكفاءة وفعالية، أما القيادي فهو من يجدد الأهداف والإستراتيجيات والخطط بعيدة المدى، ويغير ويرسم الطموحات والرؤى، ويهتم بالأفق البعيد وبتحقيق الطموحات الكبيرة من خلال خلق التفاهم والقناعة والالتزام والحماس والرؤية العميقة بين المديرين، بينما المدير فهو المنجز ويهتم بالكم والكيف أيضا، ولكن من خلال الأفق المتوسط المدى كخمسة أعوام مثلا، وباستخدام القياسات والإجراءات والخطوات الضرورية والرسمية لإنجاز الأهداف المتوسطة المدى التي توصل لأهداف وخطط بعيدة المدى كعشرين عاما على سبيل المثال. وقد قيل في ذلك أن منظمات الأعمال تستطيع أن تصمد وبنجاح بقيادة مدير جيد إلى بضع أعوام، ولا تستطيع أن تدوم بدون قيادي يرسم لها أفاق المستقبل، أما إنجازاتها في المدى المتوسط وبدون مدير جيد فلن تكون على المستوى المطلوب، أي أنها تحتاج معا إلى النتائج والتي تعزز موقفها المالي، وتثبت استقرارها الاقتصادي من خلال المديرين الفاعلين والفعالين (الفعالية تعني النشاط والهمة والسلوك الإيجابي مع الآخرين، والفاعلية تعني الكفاءة في وضع السياسيات والنظم والإجراءات التي تضمن الجودة والإنتاجية، وتحقق الأهداف المطلوبة). ونحن أيضا نحتاج إلي القيادي كرئيس مجلس الإدارة أو رئيس المنظمة، والذي يرسم الرؤى، ويضع خطط الوصول إلى المدى البعيد، الذي يحقق صمود المنظمة وتقدمها المستمر في عالم التحديات والتغييرات. الخلاصة: نخلص من ذلك كله إلى أن هناك ثلاثة علوم ومهارات أساسية للمدير وضرورية لتمكنه من القيام بوظائفه بنجاح، وهي: • مهارات فنية وتتعلق بالمعلومات اللازمة في عمله، والتقنيات الضرورية، وآليات تشغيل وصيانة إدارته أو مهامه في تلك الإدارة، ومستوى أدائها بكفاءة ودقة وجودة. • مهارات إنسانية، وتتعلق بالقدرة على التفاعل مع الأفراد، خاصة في إدارته وتفهم احتياجاتهم ودوافعهم للعمل بشكل أفضل ولتقديم جهد أكبر، وتفهم كيفية إقناعهم وحثهم وتوجيههم للعمل نحو تحقيق الأهداف. • مهارات فكرية وتتعلق بالمفاهيم العامة للمنظمة والإستراتيجيات والسياسات والتخطيط، خاصة المتوسط المدى، وتفهم تعقيدات المنظمة وبيئتها الداخلية والخارجية، وأيضا فهم دور إدارته داخل التنظيم أو منظمته حول المنظمات الأخرى، وداخل المجتمع ومن ثم التصرف وفق المنظمة ككل وليس إدارة مستقلة عن باقي الإدارات، ووفق الأهداف التنظيمية الكلية. وهذه المهارات تتفاوت درجة الاحتياج إليها أو درجاتها حسب موقع المدير من التنظيم، وعلى سبيل المثال فكلما ترقى في الهرم التنظيمي احتاج أكثر إلى المهارات الإنسانية ومهارات الاتصال والتنسيق، حتى إذا بلغ مركزا قياديا أعلى احتاج أكثر إلى المهارات الفكرية ومهارات القيادة.