قالوا لنا إنه المستحيل، قلنا نحن من يتحدى المستحيل، ويرنو للشمس التي تنسج خيوطها على بيوت السعوديين، لتشرق نورا وبهجة بوجه عالم جديد، نصنعه بإرادة وطنية أقوى مما يظنه البعض، مجرد حلم يراود المخيلة، كنا شديدي التطلع والإصرار لانطلاقة مجتمعنا، بعالم آخر لا يعرفه غير صناع الرؤية، التي فرضت تخطي كلمة «لا نستطيع» بأن نصنع مجدا، يتخطى حدود الإبداع، والعقول التي ظنت أنها تحجب الشمس بغربال، تواريخ مكللة بالمجد، بدأت في الخامس والعشرين من أبريل لعام 2016، حين انطلقت فكرة الرؤية.. أملا لمجتمع يتخطى تحديات المملكة. إنها رؤية السعودية 2030، وكيف ستكون أقوى وأكثر إبداعا،، وتخطيا لمشكلات علقنا بها! لتمتد يد الصناع المهرة الذين اختطوا طريق الرؤية، التي صارت هاجسا للأجيال التي ترنو نحو عالم منتج مثمر، يتخطى الاقتصاد الريعي وينشد رفع كفاءة العمل وروح إنتاجية المجتمع. أعرف أن البعض لم يصدق كثيرا، أن نعدو نحو رسم مستقبل نختطه بأيدينا، ونصنعه بأحلامنا، التي بدأت كبيرة، وتعالت أصوات ملبي النداء، وكان البعض قد ظن خاطئا أنها مجرد أضغاث أحلام، ستغيب وتتلاشى مع أفول الشمس، لنصحوا على حلم صعب أن يتحقق. لكن اليوم الرؤية واقع قد تحقق، ومشروع حضاري في طريق التشييد والبناء، لنراها وهي تعلي صرحها، لنجد العالم كله يتحدث عن الخطوات اللاحقة، وبفترة زمنية تجاوزت سرعة المتوقع.. نزعنا قشرة الأرض العتيقة، واستبدلناها بقشرة جديدة تليق بمكانة المملكة وتاريخها وتحضرها ورسالتها. هي من صنع إرادة رجال وعدوا وأوفوا بوعودهم، يقودهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الشامخ الأبي، والصانع الأمهر لوضع الرؤية موضع التطبيق. إنها رؤية ظفر وبناء، ومدرار خير وتجدد ونشاط، وهمة ولي العهد الأمين صانع تفاصيلها وعراب تنفيذها بقوة واقتدار، ومبتكر التميز فيها. بعقل شاب وإرادة مبدعة، استثمر في مكامن قوة المملكة وخيراتها ومدرار عطائها، التي حبانا الله بها، من موقع التمكن الإستراتيجي المتميز وقوة استثمارية رائدة، وعمق عربي وإسلامي وغير ّخارطة طموحات شعوب المنطقة، وألهمها القوة والتحدي، وكان عملا احترافيا مهنيا نذر رجاله الأوفياء أنفسهم في سبيل تحققها، من أجل عظمة الوطن السعودي المسّور بالمخلصين. كانت الأفكار والطموحات تنفذ وتجد طريقها لتكون حقائق يراها المواطن السعودي، ويرفل بعزها تلاحق بهمة الرجال وعقول السعوديين، الذين وجدوا أنفسهم جميعا في امتحان الإنجاز ودقة الأفعال، التي ترضي الله والوطن وقائده، فمن دون تقصير ذللوا التحديات الكبيرة لتصغر أمام همة الرجال، الذين يواصلون الليل بالنهار ليراها قائد البلاد، وليفخر بها مواطنوه ويفخروا أن عصرا سعوديا بدأ بانطلاق الرؤية. وأشهد أني كنت في اللحظة التي أكتب بها كلماتي عن فعاليات ومهرجانات الرياض، كان العمل يتواصل بأسرع من عقارب الساعة، وليس هذا بغريب على رجال الأمير محمد بن سلمان، من أمثال مهندس برنامج الترفيه ونهضة السياحة في المملكة، ومغير خارطة الترفيه تركي آل الشيخ. اليوم «ميدل بيست» يزهو بأحلى حلة، ليكون مضمار سباق لكل فنان وملهم ومغن على وجه الأرض، وجوهرة فنية تسطع في سماء رياضنا الحبيبة، حيث تجاوز عدد الزائرين نصف مليون زائر خلال ثلاثة أيام فقط، ليكون بذلك أضخم حدث موسيقي في الشرق الأوسط، متفوفا بذلك على المهرجانات الفنية المشابهة في عدد من دول العالم الأخرى. سؤالي اليوم: من يقدر على ذلك غير المملكة وبسواعد أبنائها، وإرادة قيادتها الحكيمة المبدعة. ما تحقق اليوم وما يسعى ولي العهد لتحقيقه، ما هو إلا بذرة زرعت في أرض خصبة أنبتت ثمارا بمؤازرة جهود المواطنين والمواطنات، وبشراكة مستمرة مع القطاع الخاص والقطاع الثالث. إنها سيمفونية متناغمة ومنسجمة لرفعة هذا الوطن، وسعيا لأن نكون في مصاف الدول المتقدمة. لطالما علمنا أن حضارة الشعوب تكتمل بفنها، واليوم حضارتنا نعيشها كل يوم على مسرح محمد عبده. نحن السعوديين لم نشتر شمسا، ولم نتعلق بقمر يأفل مع شروق الشمس، نحن صنعنا شمس حضارة لا تغيب ولا تنطفئ.