قبل عز الخيل كان الإنتاج السعودي مجرد محاولات خجولة للحضور على ساحة السباقات السعودية، ولكن وفي خلال عقدين من الزمن هي عمر هذا المشروع العظيم أضحى الحلم حقيقة وواقعاً تنهل منه فروسية الوطن على كل الأصعدة، فعز الخيل تعتبر منعطفاً مهماً في التاريخ الفروسي السعودي، وحين نذكر السباقات السعودية فلا شك أن كل متابع سيقسم تاريخها إلى ما قبل عز الخيل وبعدها، ولو حدثت أحد ما (قبل عشرين عاماً) أن هناك مشروعاً ضخماً بحجم عز الخيل لصناعة الإنتاج المحلي فلن تجد منه سوى نظرات التعجب والاستغراب! لكن رجل مثل الأمير سلطان بن محمد كان يملك الرؤية والعزيمة والإصرار لصناعة هذا الحلم الجميل، وقبل ذلك كله يملك ( الحب) لهذه الرياضة حتى يضحي بجهده ووقته وماله من أجل تحقيقه. رجل قادر على تجاوز كل الصعاب بتوفيق الله، وليس في قاموسه كلمة مستحيل. فبنى هذه المشروع من الصفر ولم يلتفت إلى كل العقبات ولم يتقهقر لأنه فارس اعتاد المقدمه ولا شيء غيرها. ووقف شامخاً يسوس مشروعه الكبير بكل حكمة وصبر حتى تحقق الأمل. واليوم نقف على أعتاب عز الخيل 21 وكل فرد على الخارطة الفروسية يفخر بهذا الإنجاز، إنجاز بناه رجل واحد لكنه باسم الوطن كله، فعز الخيل هي واجهة مشرِّفة لنا جميعاً وهي لكل محب وعاشق لهذه الرياضة النبيلة، واليوم حين يتحدث العالم عن عز الخيل فإنهم يتحدثون عن إنتاج المملكة بكل جهاتها. لذا فإننا ندين بالفضل لله عزّ وجلّ أولاً، ثم لهذا الأمير الفارس الذي يحق له أن يفخر بهذا المنجز الكبير الذي ساهم بشكل مباشر وحيوي في كل ما نراه على أرض الواقع من حركة إنتاج كبرى عادت تفاصيلها خيراً على أبناء هذه الرياضة اقتصاداً ومجتمعاً يموج بعجلة الإنتاج المتطور الذي كان قبل عقدين من الزمن مجرد حلم صعب المنال. كما يحق لنا أن نفخر بكل يا سلطان، لأنك مضرب للمثل ومُلهم لكل أبناء الوطن حين يبحثون عن قدوة يصنع النجاح ولا شيء غير النجاح بعد توفيق الله. وأخيراً يحق للوطن أن يفخر بعز الخيل لأنها أضحت اليوم (قِبلةً) للمنتجين والمدربين والجمهور وكل الوسط الفروسي، وقبل ذلك كله قِبلةً لإنتاجٍ محلي فاخر نراه يجوب المضامير, وقريباً نسمع صهيله يهز العالم.