قد تكون أبها وبعض المدن المرتفعة من المواقع التي لا تعترف بشهر أغسطس الذي حط رحاله قبل قرابة أسبوع، معلنا جولة جديدة من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقصى معدلاتها، إلا أن أبها خالفته إلى درجة شبه عكسية، ففي الوقت الذي تقترب درجات الحرارة في بعض المدن مثل الرياض والدمام، من 50 درجة، إلا أنها كانت أبعد عن ذلك بكثير، إذ رصدت "الوطن" خلال اليومين الماضيين أجواءها المتمثلة في تواصل هطول الأمطار، واعتدال درجات الحرارة خلال النهار، إذ سجلت العظمى 26 درجة مئوية والصغرى 15 درجة مئوية، فضلا عن تشكل مجموعات رائعة من السحب في الفترة المسائية، وحلول الضباب قبيل الفجر في بعض المواقع، كل ذلك أسهم في تلطيف أجواء الصيام، وسط تمني سكان عدد من المناطق الحارة صيام مدينة أبها، الذي لم يعد يكترث سكانها بفوارق الإمساك أو الإفطار على اعتبار أن النهار مهما طال يظل لطيفا. ويشير الخبير والباحث الفلكي الدكتور صالح الزعاق ل"الوطن" إلى أن شهر أغسطس يشهد عادة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة والرطوبة باستثناء المناطق المرتفعة، وتؤدي زيادة الرطوبة إلى تكاثر السحب لاسيما في المرتفعات الجنوبية الغربية، ومن ثم تتساقط الأمطار، في حين يشهد وسط المملكة خلال أغسطس موجات غبار وبعض العواصف الترابية. ويؤكد عدد من أهالي عسير ومنهم عبدالله آل فايع، ومحمد بن أحمد القحطاني أن شهر رمضان في أبها، كان جديرا بأن يواصل المصطافون والزوار إقامتهم التي بدؤوها في شهر شعبان، على اعتبار أن الأجواء شهدت تحولات جذرية شملت هطول الأمطار واعتدال الأجواء، في حين يشير التقرير اليومي لرئاسة الأرصاد وحماية البيئة إلى أن توقعات الطقس للساعا ت المقبلة، تشمل اعتداله خلال ساعات النهار، في حين يكون لطيفا خلال المساء، مع فرصة تكون سحب رعدية إلى ممطرة على مرتفعات الجنوب.