( 1 ) لماذا لم يشعروا بأني حزين ومرهق، هل تقمص دور الشخص السعيد سهل إلى هذه الدرجة، أم أنهم لا يهتمون لحزني، أم أنا فعلا شخص سعيد لكني تقمصت دور الشخص الحزين؟. لم أفهم يوما هذه الأحاسيس ولن أفهمها، إنه الخيط الرفيع بين الحزن والسعادة. (2) كنت في أروقة المكتبة، أبحث في رفوفها عن حياة أعيشها وأريدها، وبالصدفة رأيته، كان الكتاب الذي جذبني اسمه ولونه وشكله. فتحت الصفحات بحماس، كانت الصفحات بمثابة حياتي الجديدة، بدأت أقرأ ،كنت أعيش معه كل لحظة ،كل حرف، كل سطر. صار جليسي في حزني وفي فرحتي وفي مرضي وصحتي، وبات يخبرني أسراره وأنا أخبره مكنوناتي، حتى أفكارنا باتت متشابهة، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي بدأت فيه الكلمات تتغير . أخذت الكلمات في الابتعاد عن بعضها، وتخلق جملا جديدة، فصعب علي فهم أسراره الجديدة والغريبة، كل كلمة جديدة، أقرأها تصيبني بحزن،لم تعد أفكارنا متشابهة لم يعد الكتاب كتابي. (3 ) لا تنكر وجودي، لا تجعلني نقطة سوداء في ماضيك، ولا تنكر أنك أحببتني، ولا تنكر شخصا أحبك، ولا تنكر من لم تطبق جفونه من أجلك، لا تنكر،إنكارك يعني انكسارك. (4) لم هذه الدائرة المتكررة في جميع الأجيال، مهما تطورت، في كل جيل جديد دائرة قديمة، سوف أخرج من الدائرة لكي أكون شكلا خاصا بي. لن أجبر أحدا على دخوله، ولن أضع له قوانين تمزق الأجنحة التي ولدنا بها، خوفا من سلطة المجتمع عليهم بسبب اختيار مختلف.