شدتني هذه العبارة الحكيمة جدا (إذا أجبرت فاستمتع)، فكم من الظروف التي مرت بنا جميعًا، ولعل أقربها جائحة كورونا التي أجبرتنا على التباعد والحجر، ورغم ذلك كان خيار الاستمتاع وارد لكل بيت وكل فرد. تصرف حكيم أن يحاول أحدهم الاستمتاع في وقت إجباره على التخلي عن احتياجاته الحياتية وحقوقه وأحلامه، وكأنه يقول أنا لنفسي وإن جار الزمان، ولن أكون أنا والزمان عليها.. فإلى من لم يوافقهم الحظ لتحقيق أحلامهم وأجبروا على تقبل واقع مخالف لأحلامهم أنتم لستم وحدكم فاستمتعوا.. فليست كل الأحلام قابلة للتحقيق، قد تبذل جزءًا من العمر والكثير من الجهد والمال للوصول لحلم أو هدف لم يكتب لك ولا يتحقق مهما حاولت، ليست كل القصص وردية وتحمل قصة الكفاح نفسها المنتهية بالنجاح، فهناك كفاح ينتهي بالفشل!، قد تتعلم ذلك فاستمتع في كل حالاتك. قد تجبرك الظروف على الالتحاق بجامعة وتخصص لا ترغبه، وقد تجبرك الظروف على مزاولة مهن ليست من ميولك ولا توصلك لطريق أحلامك، قد تجبرك الظروف على ترك مصالحك للانتقال لمكان يخالف مصالحك ويعطلها، قد تجبرك الظروف على التعايش مع زملاء عمل لا يتناسبون مع طباعك وأذاهم يصل إليك، ورغم كل ذلك أقول لك: استمتع!. التذمر و(التحلطم) لا يغير الواقع فلا فائدة منه، لذلك علينا إذا أجبرنا على ظروف معينة أن نستمتع، ولعل الصبر أول أبواب الاستمتاع والقبول، فحال المؤمن كله خير، إذا أصابه خير شكر، وإذا أصابه سوء صبر.. كم نحن بحاجة لكلمات التصالح مع الواقع كهذه، والتي منها نصل الى التصالح مع الذات، فنختار لها الاستمتاع وإن أجبرت!.