فيما تعكف بريطانيا على وضع خطط طارئة في حال انهيار شركة الطاقة العملاقة "بي.بي" التي تحاصرها المشاكل الفنية والمالية، أكد مصدر إماراتي أمس أن بي.بي تحاول الحصول على دعم صناديق ثروة سيادية في الشرق الأوسط وآسيا لحماية نفسها من أي عروض استحواذ من قبل شركات النفط الكبرى، في حين تسعى جاهدة لمعالجة أزمة التسرب النفطي الضخم في خليج المكسيك. وأوضح المصدر مشترطا عدم نشر اسمه أن مسؤولين تنفيذيين في بي.بي أجروا محادثات مع عدد من صناديق الثروة السيادية بما في ذلك صناديق أبوظبي والكويت وقطر وسنغافورة. وقال المصدر "بي.بي تبحث عن شريك استراتيجي بحيث لا تستحوذ عليها شركات نفط كبرى أخرى مثل اكسون موبيل وتوتال". وأَاف "بي.بي هي التي تفاتح صناديق الثروة السيادية وليس العكس. هم من يحتاجون إلى شريك". وبحسب بيانات لتومسون رويترز تملك مؤسسة استثمار حكومة سنغافورة وهي إحدى صندوقين للثروة السيادية في البلاد حصة تبلغ نحو 0.7% في بي.بي تقدر قيمتها بمبلغ 122 مليون دولار. وقال متحدث باسم الشركة "يسرنا دائما الترحيب بمساهمين جدد أو بمساهمين حاليين يرغبون في زيادة حيازتهم لكن لا توجد خطط لاصدار أسهم جديدة لأي أحد". وقال مصرفي في بنك استثمار مقيم في الشرق الأوسط ومطلع على الأمر "من الطبيعي أن تدرس صناديق الثروة السيادية المسألة. معظمها لن يشتري في السوق على الأرجح." وأضاف "سيدرسون القيام باستثمار خاص في حصة مساهمة عامة. أمام بي.بي خياران إما بيع أصول أو جمع تمويل رأسمالي وهذا قيد البحث". وذكر المصرفي أن حجم أي حصة يجري بيعها لن يقل عن 500 مليون دولار. وقال مصدر آخر إن المحادثات لاتزال أولية وإن بي.بي لم تعرض حتى الآن حزم أسهم على الصناديق السيادية. وأفاد مصرفيون أنه سيكون من المهمة لشركة بي.بي ألا تقوض المستثمرين الحاليين عن طريق عرض صفقة استثنائية على الصناديق السيادية. وقال أحد المصادر إن بي.بي بدأت برامج تسويقية لاقناع الصناديق بأن سعر سهمها منخفض بما يكفي لتشجيعهم على الشراء في السوق". وتابع "إذا حصلوا على سعر خاص فسوف يستثمرون.. لكن إذا لم يحصلوا على ذلك ولم تكن الصفقة ذاتها للمستثمرين الحاليين فإنه سيكون كابوس علاقات عامة لشركة بي.بي". وكان المساهمون الحاليون أبدوا أول من أمس عدم ترحيب بتقارير مفادها أن بي.بي تتطلع إلى بيع حصة وتساءلوا إن كانت في حاجة حقيقية إلى شريك استراتيجي. وقال مصدر إن ليبيا والصين من بين الأطراف المهتمة أيضا. وفقدت أسهم بي.بي أكثر من نصف قيمتها السوقية منذ بدأ التسرب في خليج المكسيك في 20 أبريل عندما أحدث انفجار في منصة حفر ثقبا في بئر تحت البحر. ولم تنجح محاولات وقف التسرب وتعلق بي.بي آمالها على بئر تنفيس ستكتمل في أغسطس. وتقول بي.بي إنها تأمل في جمع عشرة مليارات دولار من بيع أصول هذا العام في إطار خطتها لتمويل صندوق بقيمة 20 مليار دولار لتغطية تكاليف التنظيف أقامته الشركة تحت ضغط من السلطات الأمريكية. وتحدثت عدة صحف هذا الأسبوع عن اهتمام صناديق ثروة سيادية بشراء بعض أصول بي. بي في الشرق الأوسط وآسيا. وكانت صحيفة صنداي تايمز البريطانية قالت إن مستشاري بي.بي يحاولون إثارة الاهتمام في أوساط مجموعات النفط المنافسة وصناديق الثروة السيادية لشراء حصة بين خمسة وعشرة بالمئة في الشركة بتكلفة تصل إلى ستة مليارات جنيه استرليني (9.1 مليارات دولار).