تعايشت فتاة مسلمة في أميركا تُدعى إيروم خان، مع الشتم والاستهزاء طيلة ست سنوات، وتحملت حتى الحجارة التي كانت تُلقى عليها بين الفينة والأخرى. قصة خان (17 عاما) لم يُستثن منها كثير من المسلمات الملتزمات بفريضة الله عليهن، في بلاد لا يعرف أهلها عن الإسلام إلا اليسير. وقال موقع "إسلام فوبيا توداي" على الإنترنت الذي أورد قصة خان، إن احترام العقيدة والإصرار على تنفيذ ما أمر الله به، كان دافعها الجوهري لتغيير نظرة زميلاتها الأميركيات عن الإسلام. وأضاف الموقع "لم يكن فشل محاولاتها الأولى ليثنيها عن نيل مرادها، إنها تزرع فينا احتراما كبيرا لفتاة مسلمة تمكنت من نزع حقد زميلاتها من غير المسلمات، ودفعتهن إلى احترام دينها، بل وارتداء الحجاب أيضا". إيروم، وهي قائدة لفريق "ويست براوارد هاي" لكرة القدم عانت كثيرا من زميلاتها اللاتي سخرن منها في فترة ما قبل المراهقة. ففي بدايات دراستها الثانوية، وصفها بعض زملائها وزميلاتها ب"الإرهابية" وشتموها، بل ولم يخجل بعضهم من رميها بالحجارة، ومهاجمتها جسديا. وأوضحت خان أن ارتداءها للزي الإسلامي والحجاب في الصف الخامس الابتدائي جلب لها نظرات مريبة من أقرانها في المدرسة. وتضيف خان أن معاناتها من نظرات زميلاتها وتصرفاتهن المزعجة، أجبرتها على خلع الحجاب أثناء دراستها في الصف السادس الابتدائي، إذ لم تكن قادرة وقتها على تحمل شتمهم وتقبل تفرقتهم الدينية، فالأمر لم يعد يطاق. وتذكر خان أنها أخفت تعرضها للإساءات عن عائلتها ومسؤولي المدرسة، ولكن في نهاية المطاف نفذ صبرها، وكان عليها أن تبوح بالأمر لوالديها، اللذين شجعاها على التحدث مع إدارة المدرسة. وكانت هذه نقطة البداية، إذ تحسنت الأمور بعدها، وقررت أن تأخذ موقفا حاسما تمنح فيه قضيتها نكهة جميلة. فبادرت تقول مازحة لزميلاتها:" أنا سأكون متحمسة حقا، لو أن الفريق بأكمله ارتدى الحجاب والزي الإسلامي في المباراة النهائية"، وبدلا من الضحك، انتهزت إحدى زميلاتها سولورزانو، الفرصة وقالت "كلنا ندعم فكرتك الرائعة، فأنت مهمة بالنسبة لنا، وارتداؤنا للحجاب سيعكس تضامننا ومحبتنا لك". وبارك الفريق بأكمله الفكرة، معتبرات ذلك نوعا من التضامن، ولم يكن المدرب استثناء، فأوضح مات غاريس، أنه يسعى لأن يكون فريقه دوما في المقدمة، وعندما أتى الفريق بهذه الفكرة شعر بغبطة وسعادة لأن فريقه يتبادل المحبة والاحترام.