صحيح أن لاعبة الجودو السعودية الشابة وجدان علي شهرخاني (17 عاماً) دخلت التاريخ كأول سعودية تشارك في دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012). بيد أن «الحجاب» الذي أصرت على ارتدائه أثناء خوضها المنافسات دخل هو التاريخ من أوسع أبوابه. إذ أدى حجاب شهرخاني إلى السماح بحجاب أقرب للحجاب التقليدي للمسلمات في الأولمبياد ومباريات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وبعد الجدل الذي أثارته فرنسا وإيطاليا وبلجيكا العام الماضي بإعلانها حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العمومية، أثار ذلك انتقادات أميركية شديدة في تقرير أصدرته لجنة الحريات الدينية التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، وهو امتداد لانتقاد ما سمته صحيفة «نيويورك تايمز» في أحد افتتاحياتها «تعصب ديني بأمر الحكومة في فرنسا». ولم تخل المواقف الشعبية من تعاطف مع الحجاب ومن يرتدينه من المسلمات اللاتي وُصفن مراراً بالإرهابيات والمنفصمات ثقافياً واجتماعياً. ففي بادرة غير مسبوقة، ارتدت عضوات فريق كرة القدم في مدرسة ثانوية بولاية فلوريدا في نيسان (أبريل) الماضي الحجاب تعبيراً عن التضامن مع رئيسة اللاعبات (الكابتن) إيروم خان التي حُصبت بالحجارة وتعرضت مراراً لعدد من الهجمات الشخصية. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم أعلن الخميس الماضي رفع الحظر الذي ظل يفرضه على ارتداء الحجاب منذ عام 2007، بعدما أقر حجاباً صنع بطريقة محددة لمنع اختناق من ترتديه والحيلولة من دون أي مخاطر على حياتها أثناء ممارستها الرياضة. وجاء قرار ال «فيفا» تالياً لقرار الاتحاد الدولي للجودو الذي سمح لشهرخاني بارتداء الحجاب، استناداً إلى سابقة سماح اتحاد الجودو الآسيوي واتحادات رياضية آسيوية أخرى بذلك. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» وصفت في نيسان 2011 قرار فرنسا حظر ارتداء النقاب بأنه «خطوة كبيرة إلى الوراء». واعتبرت أن النقاشات التي أطلقها حزب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي قبل الحظر في شأن هوية فرنسا لا تعدو أن تكون «هجمات شريرة ضد الإسلام الذي يدين به عُشر سكان فرنسا لمصلحة إرضاء اليمين المناهض للهجرة». ويذكر أن كبار لاعبات الجودو في العام أعلنّ في 30 تموز (يوليو) الماضي تضامنهن مع السعودية شهرخاني بحسب «رويترز»، وأكدنّ أن السماح لها بارتداء الحجاب لا يضايقهن، بل يعتبرنه أمراً يخدم مصلحة الرياضة النسائية.