عرفت الويكبيديا (Metaverse) الميتافيرس بأنه يتكون من شقين الأول (meta)، بمعنى ما وراء، أو الأكثر وصفاً، والثاني (Verse) مَصَاغ من الكون، ويستخدم المصطلح عادةً لوصف مفهوم الإصدارات المستقبلية المفترضة للإنترنت، المكون من مساحات ثلاثية الأبعاد لا مركزية، ومتصلة بشكل دائم ببعض. الميتافيرس بيئة افتراضية تسمح للإنسان بالوجود داخل شبكة الإنترنت، ويعد تقنية واعدة تعتمد على العديد من التكنولوجيا الأخرى التي تم تطويرها منذ أطل على البشرية القرن 21. الخيال أو الميتافيرس يرجع إلى مؤلف الخيال العلمي (نيل ستيفتسون -NEAL STEPHNSON) في رواية (سنو كراش SNOW CRASH)، الصادرة عام 1992. ورواية (ستيفتسون) لم تكن العمل الفني الوحيد الذي تخيل عالما مشابها، بل إن متابعي الخيال العلمي تعرضوا بالتأكيد لأعمال مشابهة مثلا فيلم (Ready player one) واحد منهم، وكذا من شاهد حلقات الاتمي الشهير (أبطال الديجيتال)، باستثناء وحوش الفضاء الرقمي وأشراره في الروايات والأفلام. يقوم الميتافيرس على ثلاثة جوانب أساسية ورئيسية تميزه عن الإنترنت تحديداً، وهذه الجوانب هي: 1- الوجود: يشعر الإنسان أنه موجود فعلياً في المساحات الافتراضية، ويتفاعل مع الآخرين وكأنه موجود معهم في نفس المكان. 2- القابلية للتشغيل البيني: ويعني أنه بإمكان الإنسان الانتقال لأي مكان وأي مساحة يريدها في هذا العالم الافتراضي، بكل سهولة. 3- التوحيد القياسي: يعني إمكانية التشغيل البيني للخدمات والأنظمة بشكل متكامل من خلال الميتافيرس، وهو ما ينطبق على تقنيات وسائل الإعلام بإرسال الرسائل النصية للمطبعة. للاتصال والتواصل بالعالم الإنسان بحاجة إلى نظارة أو جهاز يوضع على الرأس حتى يتمكن من عالم الميتافيرس؛ الذي هو عالم افتراضي يربط بين مختلف البيئات الرقمية، نتخيل فيها عالم رقميا موازيا باستخدام (افاتارات). والميتافيرس هو واقع افتراضي رقمي يساعد البشر في الانخراط بشكل تفاعلي، فمثلًا إذا الإنسان اليوم يستطيع حضور اجتماع بالصوت والصورة، ففي الميتافيرس سيتمكن من حضوره بتقنية ثلاثية الأبعاد تظهر في حركات الوجه واليدين، كما يوجد في الواقع، بل سيتمكن أيضًا من الوجود في الأماكن التي يريدها باستخدام هذه التقنية. لم يعد الفضاء الرقمي الموازي خيالا علميا كون تكنولوجيا الجيل (G5) ستوفر سرعة اتصال هائلة لمعالجة الرسوم والجرافيك في الوقت الفعلي، ولم تعد هناك حاجة إلى معدات ثقيلة ومعالجات ضخمة، سيصبح الإنسان في حاجة إلى نظارة خفيفة تتصل بسرعة الجيل الخامس (G5) من خلال الخدمات السحابية التي ستقوم بكل المعالجات المطلوبة فورا، أو الشريحة التي تحدث عنها (نايلون ماسك)، والتي تزرع في المخ لتوفر اتصالا فعليا بين كل من: 1- الجهاز العصبي. 2- والأفكار. 3- والأجهزة التكنولوجية. وهي تجربة لو نجحت ستجعل الميتافيرس المنتظر تجربة تشمل حواس الإنسان كلها.. لا السمع والبصر فقط. وإلى ذلك أقدم مؤسس الفيسبوك قبل أسبوع على إعلان تغيير مسمى شركته إلى ميتا (Meta) استباقا لاختفاء وسائل التواصل الاجتماعي أو تلاشي استخدامها والاعتماد على الخيال وتركيباته وأدواته القادمة، فالعصر يتسم بالتغيير والإنسان شغوف بذلك، وهنا تكمن إدارة المخاطرة لاقتناص الفرص في عصر يشتهر بالتحديات والمخاطر التي لا يخلوا منها أي عمل يقوم على استحضار واستشراف المستقبل. في الختام.. الأمية تلاحق البشر في عصر الثورات التقنية، والتي بلا شك شعار القرن 21، كما كانت الصناعة ثورة القرن 20، فكل شخص سوف يقول: إنني أصبحت على قدر من المعرفة، خاصة حملة الشهادات الأكاديمية يصبح أمام هذه الثورات أميا، إذا لم يجدد معلوماته، فالمتلقي والمستمع له يطالبه بالآتي: 1- المعلومة الأحدث وليست معلومات الساحات. سبورات المشاغبين يبي الأدلة المقنعة. 2- يريد أن يعرف كيف يحول هذه المعلومة إلى مهارة كيف؟ علمه كيف يطبقها بعد أن كانت نظرية. 3- كيف تضيف له قيمة كيف؟ بين له حاجته للمعلومة الجديدة في حياته، وكيف حاجته للإبداع والتفكير خارج الصندوق. ونحمد الله أن البنية التحتية للحكومة الإلكترونية (e-G)، واستخدام وتوظيف الذكاء الاصطناعي (ei) أصبحت المملكة من أفضل الدول في هذا المجال بفضل الله -سبحانه- ثم بدعم القيادة لتحقيق أهداف (2030)، واستثمارها في رأس المال البشري السعودي الذي أبهر العالم بإبداعاته في كل المجالات، خاصة التقنية والصناعية. وإعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عن إستراتيجية تنمية القدرات قبل شهر تقريبا تصب في تطوير أداء رأس المال البشري، من خلال التدريب المكثف والمركز، الذي يؤهل للحصول على الشهادات الاحترافية.