يرصد الشاعر والناقد المصري بشير عياد مسيرة الثورة المصرية عبر سلسلة من الأزجال في أحدث دواوينه "إذا الشعب قال" الصادر أخيرا عن دار بورصة الكتب بالقاهرة، وهو الجزء الأول من سلسلة دواوين يعتزم إصدارها عن الثورة المصرية. يقدم عياد ديوانه لقرائه ومحبيه بقوله: لم أستطع كتابة قصيدة واحدة بالفصحى منذ بداية الثورة حتى الآن، ولم يسعفني سوى الزجل فيما يشبه "اليوميات"، والنصوص المختارة في هذا الديوان جاءت بلا ترتيب، ولكنها تعطي صورة قريبة إلى حد بعيد. وقد جاء عدد كبير من عناوين ومفردات هذا الديوان مأخوذة من "ميدان التحرير" ومن الشارع ومن ألسنة الناس. ويقول عياد في قصيدة "إذا الشعب قال": "إذا الشعب قال كلمته اسمعوها في لمح البصر ابدأوا ترجموها كم من فرص فوق خيال البشر بتبقى ف إيديكم وبتضيعوها". بشير عياد شاعر مصري وكاتب صحفي نشر العديد من المقالات والأشعار في عدد كبير من الصحف والمجلات المصرية والعربية، صدر له من قبل كتاب "عبدالوهاب محمد.. أغنية خالدة"، وديوان الرباعيات و"ولأحزاني أغني"، وله دراسة نقدية بديعة بعنوان ناطحات شعرية، وله تحت الطبع "أسماء على سبورة الليل" وهي نصوص بالعامية المصرية. وبالرغم من اندلاع الثورة المصرية وهو خارج مصر للمشاركة في ندوة مجلة العربية الثقافية بالكويت إلا أنه بدأ الكتابة من هناك وقبل أن يعود لوطنه برؤية الملهوف على الوطن ولا سبيل له لمعرفة حقيقة ما يجري إلا شاشات الفضائيات والاتصال بالأهل والأصدقاء ويقدم الديوان ما يشبه اليوميات لما جرى في مصر قبل أيام من اندلاع الثورة، حيث بدأ الكتابة في الديوان منتصف ليل 26 يناير، فكانت بداية قصيدة "خايف" وفيها يقول (شايف غيوم في السما/ على الأرض شايف دم) ولم تكتمل إلا في 14 فبراير بعد تنحي مبارك. ويختم عياد الديوان بقصيدة هي رسالة لكل أبناء مصر صناع الثورة بعنوان "لسه ف جيبك" ويقول فيها: فتح عينك وصحصح/ إياك في يوم ترحرح/ تركب وهمك وتشطح/ وتضيع في غمضة عين/ دي ثورتك نصيبك/ قدرك لازم يجيبك/ الثورة لسا في جيبك/ خليك ثابت متين حواليك وحوش كتيرة/ وقلوب مليانة غيرة/ يتداروا في أي سيرة/ ويبانوا سهتانين/ مستنين وقوعك/ متشوقين دموعك/ تركع وتعيد خضوعك/ وتسقط في الكمين/ أوعى اللي بالي بالك/ يسرق منك آمالك/ وبيع أرضك ومالك/ لشوية نصابين.