بعد تعيين الأمير تركي بن طلال أميرا لمنطقة عسير بفترة، كتبت مقالا تحت عنوان «شكرا.. سمو الأمير تركي بن طلال»، وقبلها بفترة كنت قد كتبت مقالا آخر تحت عنوان «بيشة تحلق مع تركي بن طلال»، وعلاقتي إعلاميا بمنطقة عسير ولدت في منتصف المرحلة الثانوية، حينما شددت الرحال من بيشة قبل 48 عاما لإجراء لقاء صحفي مع عراب عسير ومؤسس وراسم بدايات نهضتها الحقيقية الأمير خالد الفيصل، حفظه الله. ولعدم وجود وسائل تواصل وجدت سموه في الرياض، ولقد ظفرت بلقاء شيق وممتع من إبراهيم الإبراهيم وكيل الإمارة يومها، ومن ذاك الحين وأنا أتقصى أخبار عسير ما بين إشادة مستحقة ونقد بناء، ولم أجد يوما تبرما أو تذمرا من نقد بناء هادف، لذلك كانت مسيرة التنموية في تصاعد مبهر من خلال فكر راق واستشراف شمولي حقق منجزات تحدثت عن نفسها قبل أن يصلها الإعلام من خلال مشاريع بني تحتية جبارة ومستدامة في شتى مناحي الحياة، ولعل المدينة العسكرية بخميس مشيط بوادر مشاريع التطوير والتمكين والتوطين وجلب الهجر المعاكسة، ثم أعقتبها مشاريع عملاقة من الصعب سردها في مقالة أو حتى مقالات. وذكرت حينها، بما أن الحديث عن بيشة، أن بيشة لم تكن يوما على هامش التاريخ وسرد تاريخها يحتاج إلى أكثر من مقال، وذكرت يومها أنه يشفع لي تجاوز ذلك أن من يتسنم الهرم الإداري في منطقة عسير الآن هو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، والذي باركت له ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وصاحب الأجندة الجادة التي صدح بها والتي يظهر أنه رسمها بعناية، كما أوضح تحت عنوان «عليكم الصبر.. وعلينا بتوفيق الله الوفاء»، هذا العنوان جعلني حينها أشعر بثقة الواثق المعتمد على الله ثم عزم المخلصين في مستقبل منطقة عسير عامة ومحافظة بيشة خاصة مع سموه الكريم، حيث لم يمهلني سموه كثيرا، بحكم أنه وقف على الواقع «ومن رأى ليس كمن سمع»، لذلك اختصر سموه علينا كثيرا من التفاصيل، وأكد أنه جاء يحمل ألما ويبشر بأمل، ورسم خارطة طريق لإحداث نقلة نوعية تذكر لسموه تأكيدا لما سبق وذكرته في ختام المقال السابق، وأكد أن بيشة مثلها مثل جميع محافظات المنطقة ستحلق مع شقيقاتها عاليا بإذن الله. ومضت الأيام سريعة والخطى بتأن وثبات تتصاعد، حيث كانت جولات شمولية تجاوزت مفهوم التطور العمراني والتخطيط إلى الشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية، فإضافة إلى معالجة كثير من المشاريع المتعثرة وتدشين كثير من المشاريع الجديدة، وجدنا هناك مساعي خيرة ومشاريع فكرية خلاقة وتعاملا مسئولا لامس كل الجوانب والهموم بالمنطقة، واستشعار أن تحقيق الرؤية تحتاج إلى كوادر إدارية متخصصة، قادرة من الداخل على تفجير تلك الينابيع وتفعيل تلك الإمكانيات والمقدرات والاعتمادات المهولة، بعيدا عن البهرجة والفلاشات إلى ورش عمل.. فجاءت هيئة تطوير منطقة عسير متوجة ب(#إستراتيجية_تطوير_عسير #قمم_وشيم)، والتي تهدف إلى المضي بعسير قدماً للعالمية، وكان لها -بفضل الله ثم رئاسة سموه الكريم ودعم ولي العهد- التنفيذ لتوجيها خادم الحرمين الشريفين استشرافا ناجعا نحو تحقيق منجزات مستدامة العطاء والنفع، وهذا ما ترجمه ولي العهد من خلال خلطة سرية فاعلة، كما أشار أمير المنطقة تعهدها ولي العهد بالدعم، تجمع بين الطبيعة الجاذبة والأصالة ذات التنوع الثري، لتكون وجهة سياحية جاذبة للعالم، من خلال مشاريع شاملة لجميع محافظات ونواحي المنطقة في الجبل، ممثلا من محافظات قمم الشموخ، وفي الساحل والسهل وشاطئ البحر الثري والامتداد الشرقي الآخاذ المتمثل في بيشة وتثليث وغيرها، لنجد عسير بهذا الشموخ ضمن منظومة العقد الفريد الشامخ مملكة سلمان.. مملكة التطوير والنماء والأصالة وطهر المكان والأمن والآمان وحرية وكرامة الإنسان، حفظ الله قادتنا وبلادنا وشعبنا الوفي من كل سوء ومكروه.