هيلدا إسماعيل كاتبة وشاعرة، لها 3 كتب في المجال الأدبي، هي "ميلاد بين قوسين" و"لا أشهى"، و"أيقونات"، وتم ترجمة الأخير للغة الإنجليزية، تعمل مشرفة عامة على التأهيل المهني والتأهيل ضمن المجتمع، في جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية، حاصلة على ماجستير في التربية الخاصة، تخصص إعاقة عقلية من جامعة الخليج العربي، ابتكرت برنامجا في اللعب الموجه لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية، يقدم بعض المفاهيم الرياضية، أعدت عددا من البرامج والبحوث في مجالها. تقول هيلدا: شهر رمضان بقدر ما هو مختلف، فنحن نختلف باختلافه، على مستوى السلوك والمعاملات، وعلى مستوى الطعام أيضا، ولذلك يكون هذا الشهر بالنسبة لها شهرا (بيتيّا) بامتياز، كما هو شهر للقرآن والتراويح، أحرص فيه على اللمة والجمعة، ودعوات الأهل على مائدة الإفطار أو السحور، وإعداد كل ما حرمت منه طوال العام من أكلات تقليدية، وكأني أجدّد العهد مع طفولتي، وأجدادي، قيمي، والثراث والأمزجة أيضا. أحرص على إعداد طقس رمضاني شبه كامل باختيار الفانوس النحاسي، الذي يحضر على المائدة بشكل يومي، وتبخير الكاسات وماء الشرب بالمستكة، وإعداد القهوة العربية، وصحن التمرات المحشية باللوز والمزّينة بالفستق. غالبا ما أقضي الجزء الأول من رمضان في مدينة الدمام، والجزء الأخير منه في مدينة جدة، والعادات بين المدينتين متقاربة نوعا ما، لهذا فأنا أدخل إلى المطبخ، لمحاولة المعادلة ما بين الأطباق الحجازية والشرقاوية قدر المستطاع، ولأن (منيو) رمضان على درجة من الاتساع، أفكر دوما بترتيب الأولويات، وأراعي حضور أطباقي المفضلة، ومنها (فتة اللحوح). اللحوح بالإمكان شراؤه جاهزا من الخباز، أما عمل التشريبة فيتم بتحميص البصل، والطماطم، وموزات لحم، ويوضع القليل من صلصلة الطماطم مع البهارات، وتترك على نار هادئة حتى تنضج، ومن ثم يتم رصُّ اللحوح في الصينية بطريقة طبقتين، وتُصب فوقها التشريبة لتتشربها تماما بدون زيادة، ومن ثم نضع فوقها مخفوق اللبن، والبقدونس للتزيين، وتقدّم ساخنة بالعافية والألفة والمحبة.