تتميز الأجواء والعادات الرمضانية في المنطقة الغربية بعادات خاصة ومختلفة، و من أبرز تلك العادات تبخير كؤوس الماء بالمستكة، بشكل شبه يومي في الشهر الكريم، حيث لايزال أهالي المدينةالمنورة يتمسكون بالحفاظ على هذه العادة الحجازية حتى العصر الحديث. يقول المواطن نايف ديولي «هناك عادات دورية توجد في كل منزل على مدار العام، مثل تجهيز الكؤوس، والترامس المبخرة بالمستكة، وغيرها، ولكن لا نشعر بهذه العادة إلا في شهر رمضان، لما له من طابع خاص من جميع النواحي دينيا واجتماعيا» . ويضيف ديولي بأن طريقة التبخير تتضمن إشعال «الجمر» بالنار ووضع عدد عشر حبات من المستكة تقريبا عليها، ومن ثم تبخير أكواب الماء لمدة تقارب عشر دقائق، حتى تثبيت نكهة البخور، وتقلب بعدها «الكاسة» من أجل الاحتفاظ بالنكهة. ولفت المواطن سلطان الهندي إلى أنه يمكن إضافة مزيج رائع برش كاسات الماء بماء الورد، وذلك للحصول على طعم أفضل خاصة مع ماء زمزم، وباستخدام «كاسات» الألمنيوم المعروفة لدى أهالي الحجاز والشهيرة باسم «التوتوا»، منوها باختلاف طريقة تبخير الكأس من أسرة إلى أخرى بحسب الأذواق. وأشار الهندي إلى أن أهالي المدينة لا يزالون يحتفظون بهذه العادة كجزء من تراثهم وتقاليدهم في شهر رمضان المبارك، وقد توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، مضيفا أن الشهر الكريم له مميزات وأجواء روحانية ذات طابع خاص . المستكة المستخدمة في التبخير (الشرق)