"إذا حاولت البحث عن كلمة إسلام في محرك قوقل باللغة الإنجليزية فمن الأرجح بأن اسلاموفوبيا ستكون من أكثر ما يتم البحث عنه وهذا تعريفها: Islamophobia is the fear of, hatred of, or prejudice against the religion of Islam or Muslims in general" أصبح الإسلام قضية رأي عام، وبسبب تشويه الدين من أعدائه باتت الأفكار تصل مغلوطة حتى للمسلم نفسه حيال دينه. لنضع الديانة على جنب قليلاً، ونتحدث عن التطوع الذي غالبا إن حصل فهو لاكتساب خبرة، أو للحصول على شهادة ما، وهناك من يحالفه الحظ بأن يُخلق وفي جوفه بذرة خير تجاه الكون دون مُقابل، وإن كان التطوع يمس شيئًا من الممتلكات المحسوسة فهو يتحول إلى تبرع، وإن كانت هناك جهة إعلامية تغطي الجهة المتبرعة فسنجد صفًا طويلاً من المشاهير الذين يريدون ضوءًا، سواء أكانت القضية اِنسانية أم لامست الطبيعة، والنية هنا لا مكان لها لا بيني ولا بينهم. تم الإعلان عن حالة لسجين متبق عليه ما يقارب الخمس ملايين ريال قبل عدة أيام عبر منصة فرجت، فكان من حظه أن تقع في حضن أحد معروفي السوشال ميديا ممن عرف بأنه صاحب الكلم الطيب الفاضح لغريزة الكرم عند الشعب السعودي وخاصة "الرجل البدوي" لم يروج لشيء ولم يجاهر بمقابل، ولم يستخدم أسلوب النصح المنفر، فعرض الحالة وهو يقول "الخير مقبل" "انت ما بين الورى تقض الحوائج" "يخفي صنائعه والله يذكرها" وكثير من الأبيات والجمل التي تجعلك خانعا لطلبه دون أن تشعر، ومن جهة أخرى كان يعلم بأنه يطلب من شعب كريم، كريم جدا. -أغلقت في أقل من 24 ساعة- .. كحسبة رياضية لو تبرع كل فرد بريال فكان المبلغ شيئًا لا يذكر مقارنة بالتعداد السكاني للمملكة العربية السعودية ولكن بناء على أعداد المشاهدة فأن المبلغ لم يكن ريالاً لكل فرد، بل أكثر، فأين التطوع والشهادات والتغطيات الإعلامية هنا؟ ومن كان صاحب أعلى مبلغ؟ ماذا عن أقله؟ وماذا عن أعداد المحاولات التي خذلتها بعض المشاكل التقنية، وتطول قائمة أبطال السر الذين لا يطلبون شيئَا سوى الأجر من الكريم. ما علاقة فرجت بالصدقة بالمبلغ بالتبرع وصولاً إلى الإسلاموفوبيا؟ في الحقيقة إن ما ينشأ عليه الجيل الإسلامي من خصال محمودة ولعل من أولها مساعدة الآخرين في السر والعلن تتنافى تماما مع فكرة أن يكون المسلم اِرهابيا يكره النفس البشرية، فإن كان يجب علينا أن نروج لفكرة تصحح الأفكار المغلوطة عن الإسلام فأن هذه المنصات التي تفرج وتساعد في تحسين كثير من الحيوات هنا وهناك هي أكثر ما يستحق نشره في الإعلام، أما عن مفاهيم الحريات التي تختلف بين دولة وأخرى وفي قارة عن قارة فإنه لا خلاف بأننا كمسلمين وفي دولتي خاصّة نعيش أسمى مراتب الكرامة التي دائمًا ما تسعى -كمثال- أن تخفي هوية الصاحب المحتاج ، نعم يوجد منصات للتبرع في كل مكان ، ولكن الفكرة المقصودة هنا بأن لَبنة المسلم تبنى على أسس الخير ، وأنّ كل مسلم يعيش في قصرٍ جوهرهُ خير وأن الجوهرة لا تكون من ملكه دون أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.