في أعقاب هجوم خاطف عبر أفغانستان شهد سقوط العديد من المدن في أيدي المتمردين دون قتال، سعت طالبان إلى إظهار تصوير نفسها أكثر اعتدالًا مما كانت عليه. وأعلنت طالبان «عفوا» في جميع أنحاء أفغانستان وحثت النساء على الانضمام إلى حكومتهن، في محاولة لإقناع السكان القلقين من أنهم قد تغيروا بعد يوم من الفوضى القاتلة التي اجتاحت المطار الرئيسي حيث حاولت الحشود اليائسة الفرار من البلاد. قيود سابقة وخالفت قيادة طالبان التوقعات، في حين لم ترد تقارير كبيرة عن انتهاكات أو قتال في العاصمة كابول حيث تقوم طالبان الآن بدوريات في شوارعها، بقي العديد من السكان في منازلهم ولا يزالون قلقين بعد استيلاء المتمردين على السجون وإخلائها ومصادرة الأسلحة. وقد أعربت العديد من النساء عن مخاوفهن من أن التجربة الغربية التي دامت عقدين من الزمن لتوسيع حقوقهن وإعادة تشكيل أفغانستان قد تتعرض لانتكاسة مع عودة طالبان. وقف المساعدات في غضون ذلك، أوقفت ألمانيا مساعدات التنمية لأفغانستان بسبب سيطرة طالبان. وتُعد هذه المساعدات مصدرًا حاسمًا لتمويل البلاد - وقد تهدف جهود طالبان لتقديم نسخة أكثر اعتدالًا من أنفسهم إلى ضمان استمرار تدفق الأموال. كانت وعود العفو من إنعام الله سمنغاني، عضو اللجنة الثقافية لطالبان، أول التعليقات على الكيفية التي يمكن أن تحكم بها طالبان على المستوى الوطني. وقال إن «إمارة أفغانستان الإسلامية بكل كرامة وأمانة أعلنت عفواً كاملاً عن كل أفغانستان، لا سيما أولئك الذين كانوا مع المعارضة أو دعموا المحتلين منذ سنوات ومؤخراً». وقال قادة آخرون في طالبان إنهم لن يسعوا للانتقام ممن عملوا مع الحكومة الأفغانية أو الدول الأجنبية. كما وصف سمنغاني النساء بأنهن «الضحايا الرئيسيات لأكثر من 40 عامًا من الأزمة في أفغانستان». لا ضحايا وقال سمنغاني: «إمارة أفغانستان الإسلامية لا تريد أن تكون النساء ضحايا بعد الآن». «إن إمارة أفغانستان الإسلامية على استعداد لتزويد المرأة ببيئة للعمل والدراسة، ووجود المرأة في الهياكل (الحكومية) المختلفة وفقًا للشريعة الإسلامية ووفقًا لقيمنا الثقافية». سيكون هذا خروجًا ملحوظًا عن المرة الأخيرة التي كانت فيها طالبان في السلطة، عندما كانت النساء محصورات إلى حد كبير في منازلهن. في علامة أخرى على جهود طالبان لتصوير صورة جديدة، أجرت مذيعة تلفزيونية في محطة تولو الخاصة مقابلة مع مسؤول من طالبان أمام الكاميرا، الثلاثاء، في أستوديو، وهو تفاعل لم يكن من الممكن تصوره في يوم من الأيام. فيما تظاهرت النساء المحجبات لفترة وجيزة في كابول، رافعات لافتات تطالب طالبان «بعدم إقصاء النساء» من الحياة العامة. أبرز قرارات طالبان منذ دخول كابول السماح للنساء بالعمل السماح للنساء بالذهاب للجامعات إعلان عفو تام عن المعارضة أو من دعموا المحتلين منذ سنوات التعهد بإقامة حكومة إسلامية نقية التعهد بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى