لا يثق بعض الصائمين بتوقيت الإفطار الوارد في التقويم، ولا يلتفتون إلى عقارب الساعة، حين تشير إلى دخول وقت صلاة المغرب، ما يعني الإذن بالإفطار، وإنما ينتظرون صوت المؤذن يرتفع في السماء معلناً دخول وقت صلاة المغرب والإفطار في الوقت ذاته. ويرى كثير من الصائمين أن الحد الفاصل بين الصيام والإفطار، يكمن في رفع الأذان، وليس في عقارب الساعة، ربما تكون مخطئة، ولا في الأرقام المتراصة في التقويم الشهري. ولا يظهر هذا الحرص على سماع الآذان إلا في رمضان، فهو يضفي نكهته الرمضانية الخاصة على كل شيء. ويجول صوت المؤذن في المنازل القريبة من المسجد، لذلك لا يقلق الساكنون قريباً من المسجد كثيراً على تفويت سماع صوت الأذان، ولكن قاطني منازل في أحياء لا يوجد فيه مسجد، لم يعجبهم الوضع، خصوصاً حين يكونون داخل المنزل، وجعلهم ذلك يبحثون عن بديل لسماع صوت الأذان منطلقاً في الآفاق. واللجوء إلى نغمة موبايل محملة بصوت أحد المؤذنين المشهورين، سواء في الحرمين الشريفين أو في غيرهما. ووقتوا ساعات المنبه في الموبايل على وقت الآذان، ما أن يعلن دخول وقت صلاة المغرب، ينطلق صوت المؤذن من الموبايل. وتقول صفاء البقال «نحن نسكن في حي جديد، ولم يبنَ فيه مسجد إلى الآن، لذا أعتمد على الاتصال بشقيقاتي، للتأكد من سماعهم للآذان، خصوصاً أن توقيت الأذان يختلف ولا يظل ثابتاً طوال الشهر الكريم». واعتمدت وفاء آل ناس على اتصال والدتها بها، كل يوم لتخبرها عن دخول وقت صلاة المغرب، وتذكر «لا أعتمد على مواقيت الأذان الموجودة لدينا في المنزل، كما لا أعتمد على الساعة، فكلما قارب الشهر على الانتهاء يتغير وقت الأذان، وعلى رغم قرب مسجد في حي قريب من حينا، إلا أننا لا نسمعه في شكل واضح، ما يجعلنا نجري الاتصالات لنتأكد من دخول الوقت»، مضيفة «يتخذ الناس أشكالاً عدة حال سماع الأذان، البعض لا يجلس على المائدة إلا بعد الصلاة، وآخرون يأكلون شيئاً بسيطاً ومن ثم يصلون، وبعدها يعودون إلى المائدة، فيما لا توضع موائد البعض إلا قرابة الساعة الثامنة، بعد الانتهاء من الصلاة، وقراءة القرآن». وعلى رغم الثقة في المؤذن، فهو «مؤتمن»، إلا أن مؤذناً أفطر صائمي أحد الأحياء، بسبب أذانه قبل الوقت بخمس دقائق، وبعد أن أفطر بعض ساكني الحي، تفاجأوا من رفعه الأذان مرة أخرى، وتوضح منار الجراد أن «مؤذن المسجد القريب من المنزل، أذن قبل الموعد بخمس دقائق، ثم عاد ورفع الأذان مرة أخرى، علمنا حينها أن المؤذن أخطأ التوقيت بسبب ساعة يده، إلا أن غالب الحي شربوا الماء بين الأذانين، وبعدها شرعوا في سؤال المشايخ عن الحكم الشرعي في وضعهم». بدوره أوضح الشيخ محمد الطيب أن «سماع الأذان هو تأكيد على دخول وقت المغرب، وعلى الصائمين الإفطار، إلا أن رفع المؤذن الأذان قبل وقته بخمس دقائق يعتبر خطأ جسيماً، وعلى من أفطر أن يعود ليصوم هذا اليوم بعد شهر رمضان، ولا يصح شرعاً تعليل أن خمس دقائق لا تضر وأن وقت المغرب قد دخل، ولا يجوز الإفطار من دون سماع صوت الأذان في وقته الشرعي الصحيح بالدقيقة والثانية». مشيراً إلى أن «عدم ثبات وقت الأذان، هو ما يجعل الكل يترقبه، في حين أن بعض المؤذنين قد يقعون في الخطأ وهذا وارد، ويرفعون الأذان قبل وقته ولو بقليل، وقد وردتنا اتصالات عدة حول هذا الأمر وعلى المؤذنين تحري الدقة».