نظل نراقب بصمت حتى يخطئ أو يزل بتصرفه أو قوله، ثم نشير إليه وسلوكه! لماذا ننتظر أن يفشل أحدنا لكي نشمت به؟ هل هذا يسعدنا؟ وحتى نكون أكثر إنصافا، لماذا لا يفرح البعض لنجاح الآخرين؟ ويفرح مثل فرحه لنجاحه؟ كل هذه الأسئلة تدور في ذهني ولا أجد لها إجابة شافية مقنعة. أعتقد أن الكثير يلاحظ ذلك ويتفق معي أليس كذلك؟ صحيح أن كل واحد فينا يتمنى أن ينجح في كل أمور حياته ويسعى لتحقيق أهدافه وأحلامه وأمنياته ويود تنفيذها جميعها ومشاهدتها في أقرب فرصة وهي تتحقق، وهذا بلا شك حقه ولا نلومه عليه بل نشجعه على ذلك، ولكن أن نقف بالمرصاد لكل ناجح ونجاح، ونقلل من شأن نجاحهم وإنجازاتهم بل يتطور الأمر إلى مراقبتهم على الدوام حتى يتعثروا ولو بشيء بسيط أو من غير قصد، ونبدأ بالتهكم والتشمت بهم ، فهذا المستغرب ويدعو للعجب!. ولماذا هذا كله؟ بالرغم من أن الخطأ وارد لكل مجتهد ولكل من يعمل، فمن المعروف أن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ . تنهض الأمم والدول بنجاح أفرادها وشعوبها بل يمتد الفرح بذلك والفخر بهم في كل محفل، وخصوصا إذا كان إنجازا كبيرا ويعود بالنفع على المواطن والوطن، ويساهم في تحقيق رؤيته وطموحاته العالية ومنظوره إلى المستقبل القريب والبعيد، علاوة على من حقق ذلك أنه يضاف إلى رصيده من الإنجازات والتفوق ويدفعه إلى تحقيق المزيد منها. من لا يشكر الناس ويثني عليهم عند بذلهم للجهود وتحقيقهم للأهداف والتصفيق والفرح لهم، لا يكون قد شارك وأدى المفترض والمطلوب منه، أشاهد وأسمع كثيرا في بيوتنا ومجالسنا وأماكن أعمالنا وغيرها بل حتى في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد مرور الكثير على نجاحات الآخرين، وتعمد عدم ذكر ذلك الإنجاز هنا والتفوق والنجاح هناك!. أعتقد أنه من الضروري والملح نشر هذه الثقافة الجميلة في المجتمع وتكريس الجهود لتشجعها، والعمل على إيجادها وغرسها فيه، ولم لا؟ وقد أثبتت نجاح مفعولها وحاجتها، خصوصا مع جيل اليوم الذي يرغب ويطرب للثناء أثناء ومع نهاية تحقيق الإنجاز والتفوق. لا تبخلوا ولا تكتموا هذا الفرح لأي نجاح وناجح بل كافئوه، حتى يشعر بنجاحه ويزداد تفوقه وتعلو همته وترتفع حتى تصل عنان السماء.