بمدرب وطني يثق في نفسه وبقدرات لاعبيه ورجال مخلصين عملوا في صمت وساندوا الأبطال وشدوا من أزرهم استطاع أخضر الاحتياجات الخاصة وعلى الرغم من تواضع الإمكانات والميزانية المتواضعة ومن دون بهرجة أو زفة إعلامية أن يتجلى ويخطف الأنظار من الجميع ويفوز ببطولة العالم للمرة الثالثة على التوالي ليمتلك الكأس للأبد ويرغم المشككين على التصفيق، حقق أبطال الاحتياجات الخاصة الفرح للجميع بهذا الفوز المبهر الذي عوض إخفاقات الأصحاء المتوالية ممن صرفت عليهم المبالغ الطائلة والميزانيات الضخمة والمعسكرات الخارجية، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنهم لم يحققوا ما يوازي إنجازات هؤلاء الأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا غرو أن نجد من يشككك في إنجاز هؤلاء الأبطال ويقلل من مساحة الفرح بهم لتغطية فشله. كنا ننشد الفرح القادم عن طريق إنجازات الأصحاء من لاعبينا وعبر المنتخبات المختلفة لكرة القدم أو حتى الألعاب الجماعية الأخرى ولكن ذلك لم يحدث ليقوم هؤلاء الأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالدور الذي عجزوا عنه، فهنيئاً لنا بهذه النخبة المتميزة منهم ولنفرح معهم جميعا بهذا الانجاز المتميز, ولنقدم المكافآت المجزية لهم عبر مؤسساتنا المختلفة فهم يستحقون ذلك لأنهم قدموا الكثير، فهل نبخل عليهم بذلك؟ بين الزعيم والعميد استطاع أبطال "الزعيم" تحقيق التأهل في الدوحة وتقديم الفرح لجماهيرهم الذين اكتظت بهم جنبات ملعب جاسم بن حمد كما كان ذلك في ملعب الملك فهد الدولي من قبل وأثبتوا أنهم أبطال على الرغم من بعض المعوقات التي واجهتهم في سبيل وأد ذلك النصر الذي حققوه في الدوحة كما حققوا ذلك في الرياض, و لكن هيهات أن يحدث ذلك في ظل وجود "الكتيبة الزرقاء" التي لا تعرف اليأس، وعلى العكس من ذلك لم يقدم لاعبو العميد ما يشفع لهم بالفوز في جدة بعد أن كانت المباراة شبه محسومة في العين، وضح الارتباك على اللاعبين ولم تكن هناك خطة معدة بل اجتهادات من اللاعبين الذين كانوا يؤدون الواجب ولم يبحثوا عن الفوز الذي فقدوا مقوماته. ألف مبروك لرجال "الزعيم" على هذا الإنجاز والتأهل المستحق وواصلوا المسيرة, فالفوز بكأس آسيا أصبح قريباً أكثر من ذي قبل ولم يتبق إلا خطوات وحظاً أوفر لرجال "العميد" في المرات المقبلة ففريقكم بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد والتكاتف لكي يعود العميد إلى مكانته. هل ستعود الثقة بالوطني؟ بعد إنجاز الأخضر لذوي الاحتياجات الخاصة وبعد تفوق المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد هل يمكن الاستعانة به لتدريب أحد منتخباتنا أم أن عقدة الأجنبي مازالت تسيطر على عقول البعض؟!