الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين في كل شيء في عقولنا وأفكارنا وأشكالنا حتى في بصمة الأصابع والعين والوجه. ثقافة الاختلاف تعنى احترام وجهات نظر الآخرين وأن اختلاف الآراء والأفكار هي درجة من درجات التفكر والتعقل وظاهرة صحية شريطة ألا تتحول إلى رفض ومصادرة وتسفيه آراء الآخرين. البعض يرون أن رأيهم ووجهة نظرهم هي الصائبة لا يجوز الاعتراض عليها، ومن يعترض يتم نعته بصفات غير لائقة. وهذا يدل على الجهل والتخلف. إننا لم نستوعب ما قاله الفيلسوف فولتير (قد اختلف معك في الرأي ولكني أقاتل في سبيل أن تملك حريتك في القول). علينا أن نتعلم فن الاختلاف كيف تتقبل الآخر بأفكاره وآرائه بكل هدوء دون عصبية. فمن الصعب أن نعيش بلا اختلاف فوجهات النظر ستكون رائعة لو تم ابداؤها بأدب واحترام. ومن هذا المنطلق يجب علينا ترسيخ فكرة الاختلاف فقول الإمام الشافعي رضي الله عنه رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب هذا القول يحتاج إلى أن تتعلم منه ثقافة الاختلاف لا الخلاف، فليس كل ما يعجبك بالضرورة سيعجب الآخرين، فالرأي والرأي الآخر ضعيف جدًا في ممارستنا في الحياة العملية، فالبعض يصمم على رأيه حتى لو كان خطأ وغير منطقي ومعقول. سنة الحياة قائمة على الاختلاف فلماذا ننزعج عندما لا تعجبنا آراء الآخرين، أن النقاش بلا اختلاف كرأس بلا عقل والشجرة بلا ثمار والجسد بلا روح علينا أن نحترم بعضنا البعض من أجل أن يسود الحب والود بيننا. وقد وجدت العامل المشترك بين من لا يتقبل الرأي الآخر ويصر ويصارع لرأيه وأسلوبه الصياح وبعض المفردات البذيئة هم من الذين عِلمهم قليل وثقافتهم ضحلة وتربيتهم سطحية وخبراتهم محدودة وعقلياتهم مريضة. فمن النادر أن تجد المتعلم والمثقف والمتربي لا يتقبل الرأي الآخر بل يتقبله ويدعمه ويثريه بالمعلومة بك هدوء وعقلانية. اختلافي عنك لا يعني اختلافي معك.