تخضع ميزانية الأسرة لمجموعة من العوامل الثقافية والمادية والاجتماعية، مما يجعل إدارتها تختلف من منزل لآخر، فينبغي على الزوجين مُراعاة هذه العوامل عند وضع ميزانية الأسرة لتكون واقعية ومتناسبة مع مقدار دخل الأسرة ومصاريفها، وبالتالي لا يتم تحميلهم أعباء فوق طاقتهم، على أن يتم فيها استهداف الأولويات في الصرف ثم تأتي بعد ذلك الكماليات، فمن غير المعقول أن يتم الصرف على نفقات السفر للخارج بغرض السياحة في حالة عدم القدرة على سداد إيجار سكن الأسرة، لذلك تعاني الكثير من الأسر من أزمات مالية بصفة شهرية بسبب سوء التخطيط، خاصة خلال فترة المناسبات، فيلجأون للاقتراض بمعدلات فائدة كبيرة، فيحملهم ذلك أعباء مالية تتجاوز إمكانياتهم. فينبغي أن يكون لدى الزوجين وعي بأهمية تأثير ذلك سلباً على جميع مراحل حياتهم. التخطيط لميزانية الأسرة يؤدي إلى فوائد عديدة منها: التحكم بعملية الإنفاق، بحيث لا يتجاوز حجم الدخل، وخاصة مع الأوضاع الاقتصادية الحالية الصعبة التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، كما أنه يزيد من قدرة الأسرة على سداد ديونها والالتزامات طويلة الأجل عن طريق الادخار، وتفادي المشكلات الأسرية الناتجة عن اضطراب ميزانية الأسرة. لقد كشفت جائحة كورونا الكثير من السلوكيات الاستهلاكية غير المبررة، وبدلت من أنماط التسوق في التجارة العالمية، لكن ما زال هناك العديد من الناس في حاجة لتعزيز وتبني سياسة ترشيد النفقات، وتجنب ممارسة التبذير والإسراف التي تؤدي إلى هدر المال بصفة يومية، بما لا يتوافق مع حدود ميزانية العائلة.