قال تعالى عن القرآن الكريم: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، تأمل أخي القارئ كيف أنه عندما أراد أن يصف شهر رمضان بوصف لم يجد أجمل من وصفه بأنه هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن العظيم، ليدلك بذلك على الارتباط العميق بين شهر رمضان والقرآن الكريم، فهو نزل فيه كاملا إلى بيت العزة في السماء الدنيا كما يقول ابن عباس ووافقه الجمهور من الصحابة والعلماء، أو ابتدأ نزوله في شهر رمضان وفي ليلة القدر منه خصوصا كما ذهب إلى ذلك آخرون في تفسير قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر). وهذه الإشارات تدفع المؤمن لبذل مزيد من العناية والارتباط بالقرآن الكريم في شهر رمضان قراءة وتدبرا وعملا وتعلما وتعليما وبحثا وسؤالا، حتى لا يخرج هذا الشهر المبارك إلا وقد ترك القرآن ومدارسته أثرا في النفس ليكون ذلك زادا لك أخي المؤمن عامك كله. والمتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجده في رمضان يعطي للقرآن الكريم عناية خاصة، وذلك أنه كان يلتقي كل يوم من رمضان مع جبريل عليه الصلاة والسلام يتدارسان القرآن، وفي آخر رمضان من حياة النبي صلى الله عليه وسلم دارسه القرآن مرتين إشارة إلى دنو أجل النبي صلى الله عليه وسلم، فأنت في عنايتك بالقرآن الكريم في رمضان لك قدوة بالنبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام، ونعم القدوة ، فلا تفرط في الاستكثار من نصيبك من القرآن في هذا الشهر الكريم، وحث أبناءك وأسرتك على العناية بالقرآن يوميا.. يتلونه، ويراجعونه، وخفف عليهم من التكاليف في رمضان رغبة في تفرغهم للقرآن وتعلمه والتفقه في تفسيره ومعانيه. وسوف يحمد رب الأسرة بعد رمضان ذلك الانقطاع للقرآن في أخلاقه وأخلاق أولاده وزيادة إيمانهم، وقربهم من الله سبحانه وتعالى.