أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشأن احتمال قيام جماعات إجرامية باستغلال الطلب العالمي الهائل، الذي لم تتم تلبيته بعد، على لقاحات كوفيد-19، بعد أن أبلغ عدد من وزارات الصحة والسلطات الوطنية التنظيمية، ومنظمات المشتريات العامة عن تلقي عروض مشبوهة لتزويدها باللقاحات. وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، حذر تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، من قيام جماعات إجرامية بإعادة استخدام قوارير لقاحات كوفيد-19 المستخدمة والفارغة، وبيع منتجات مغشوشة عبر الإنترنت، خاصة عبر الشبكة المظلمة. وقال: «نحث على التخلص الآمن من قوارير اللقاح المستخدمة والفارغة أو إتلافها لمنع إعادة استخدامها من قبل الجماعات الإجرامية، ونحثّ جميع الناس على عدم الحصول على اللقاحات خارج برامج التطعيم التي تديرها الحكومة»، وأضاف أن أي لقاح يتم شراؤه خارج هذه البرامج ربما يكون دون المستوى المطلوب أو مزورا، وقد يتسبب بأضرار جسيمة، مشيرا إلى أن أي ضرر ناتج عن منتج مزور لا يعكس سلامة اللقاح الأصلي. وأشار إلى أن المنظمة على دراية بتقارير أخرى عن الفساد وإعادة استخدام قوارير اللقاح الفارغة، وقال: «يجب الإبلاغ عن أي عملية بيع مريبة للقاحات إلى السلطات الوطنية التي ستبلغ منظمة الصحة العالمية». 10 ملايين جرعة مطلوبة في بداية العام، وجه د. تيدروس دعوة للدول للعمل معا لضمان بدء التطعيم في جميع البلدان خلال المائة يوم الأولى من عام 2021، وقد بدأت 177 دولة واقتصادا بالتطعيم، وفي غضون شهر واحد فقط، وزع مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات أكثر من 32 مليون لقاح إلى 61 دولة. وقال تيدروس: «لم يتبق سوى 15 يوما قبل اليوم ال100، و36 دولة لا تزال تنتظر اللقاحات ضد كوفيد-19 كي تبدأ بتطعيم العاملين الصحيين وكبار السن». ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، من بين تلك الدول ال36، من المقرر أن تتلقى 16 دولة جرعات أولى من مرفق كوفاكس في غضون الأيام ال15 المقبلة، وهذا يترك 20 دولة بانتظار اللقاحات. وتابع د. تيدروس يقول: «كوفاكس جاهز للتسليم، لكن لا يمكننا تقديم لقاحات ليست لدينا»، مشيرا إلى الصفقات الثنائية وحظر التصدير وقومية اللقاحات التي تسببت في حدوث اضطرابات في السوق، مع تفاوتات جسيمة بين العرض والطلب. وأضاف يقول: «يحتاج كوفاكس إلى 10 ملايين جرعة على الفور كإجراء عاجل لسد الفجوة، حتى تتمكن هذه الدول العشرون من الشروع في تطعيم العاملين الصحيين والأشخاص كبار السن في غضون الأسبوعين المقبلين». تبرعات الدول حاسمة دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية البلدان التي لديها جرعات زائدة من لقاحات كوفيد-19 لأن تتبرع بأكبر عدد ممكن من الجرعات للمساعدة على تحقيق الهدف، وقال: «هناك الكثير من البلدان التي يمكنها التبرع بجرعات مع القليل من التعطيل لخطط التلقيح الخاصة بها». وأشار إلى أن 10 ملايين جرعة ليست كثيرة، ورغم عدم كفايتها، إلا أنها البداية، وقال د. تيدروس: «سنحتاج إلى مئات الملايين من جرعات لقاح كوفيد-19 في الأشهر المقبلة». وبحسب المنظمة، ثمّة أربعة لقاحات أخرى في مراحل مختلفة من عملية التقييم لتضاف إلى قائمة الاستخدام في حالات الطوارئ، وتأمل المنظمة في المصادقة على واحد منها على الأقل بحلول نهاية أبريل.