بعد مضي 14 شهرا نجا القطري محمد بن همام من "مقصلة" الفيفا الذي بقيت "الابتسامة" مرسومة على وجوه مسؤوليه طوال هذه الفترة، بينما كان "الغبن" يعتلي ظاهر ابن همام وباطنه بتهمة تقديمه رشاوى برأته منها أمس محكمة التحكيم الرياضية الدولية (كاس). وابن همام الذي كان رئيساً للاتحاد الآسيوي، ربما كان وحده ينتظر هذا الحكم، بينما كان الاتحادان الدولي والآسيوي يتوقعان تأكيد التهمة عليه، إلا أن قاضيين من أًصل 3 يمثلون المحكمة، صوتا على رفع عقوبة "الإيقاف مدى الحياة"، وبالتالي تبرئته من دفع رشاوى لشراء أصوات قبل انتخابات الفيفا العام الماضي. القرار أسعد ابن همام وفريقه القانوني، لكنه سرب القلق إلى مسؤولي الفيفا الذين شنوا عليه من قبل حربا ضروسا انتهت بإبعاده عن منافسة بلاتر على كرسي رئاسة الاتحاد الدولي. رفعت محكمة التحكيم الرياضي أمس، عقوبة الإيقاف مدى الحياة عن رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، القطري محمد بن همام التي فرضها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتهمة دفع رشاوى في انتخابات الأخير العام الماضي، وذلك لعدم وجود أدلة، في حين أعرب الفيفا عن قلقه من هذا القرار. وضمت المحكمة 3 قضاة هم: الإسباني خوسيه ماريا ألونسو (رئيس)، والبريطاني فيليب ساندس والبلجيكي رومانو سوبيوتو، وقد صوت اثنان مع القرار في مصلحة ابن همام وواحد ضده. وأكدت المحكمة في بيان رسمي لها أمس، غياب أي دليل مباشر ضد ابن همام. وجاء في البيان "قبلت محكمة التحكيم الرياضي استئناف ابن همام وألغت قرار لجنة الأخلاق في الفيفا ورفعت الإيقاف مدى الحياة الذي اتخذه الاتحاد الدولي لاتهامه له بأنه اشترى أصواتا في حملته لانتخابات رئاسة الفيفا العام الماضي، ودفعه رشاوى بمبلغ 40 ألف دولار لاتحادات الكونكاف خلال اجتماع عقد في ترينيداد وتوباغو في 10 و11 مايو2011". وتابعت "لم يتم تقديم أي دليل مباشر إلى المحكمة يمكنها من التوصل إلى علاقة بين ابن همام ووجود فعلي للمال في ترينيداد وتوباغو، ونقل هذا المال في حقيبة أو بطريقة أخرى وتسليمه إلى أعضاء اتحاد الكاريبي لكرة القدم بهدف تشجيعهم على التصويت لصالحه". وأضافت المحكمة "بعد دراسات معمقة واستنادا إلى الأدلة التي قدمت إليها، فإن المحكمة ليست قادرة على الاستخلاص بقناعة بأن التهم الموجهة إلى ابن همام قائمة". وسحب ابن همام الذي كان أحد نواب رئيس الفيفا، ترشيحه ثم مثل في 29 مايو2011 أمام لجنة الأخلاق التابعة للفيفا التي أوقفته بشكل موقت قبل أن يشطب مدى الحياة. وأضاف البيان "محكمة التحكيم الرياضي ليست بصدد استخلاص تبرئة ابن همام، فالمحكمة لم تقم سوى بملاحظة أن الأدلة غير كافية". وتابعت "يتعلق الأمر بحالة رد الدعوى، يضاف إليها قلق المحكمة بخصوص التحقيق الذي أجراه الفيفا والذي لم يكن كاملا أو دقيقا بما فيه الكفاية لسد الثغرات في هذا الملف". وأوضحت المحكمة أن "خلاصتها لا تقلل من اقتناعها على أنه على الأرجح أن سلوك ابن همام يمكن أن يكون لم يحترم المعايير الأخلاقية السامية، التي ينبغي أن تحكم عالم لكرة القدم والرياضة بشكل عام". قلق في الفيفا في المقابل، أعرب الفيفا عن قلقه جراء القرار، لكنه لاحظ في بيان رسمي له ان "قرار محكمة التحكيم يشير بأن براءة ابن همام لم تثبت بعد". وأضاف البيان "في المقابل، أخذ الفيفا علما بقرار الاتحاد الآسيوي الذي اتخذه مطلع الأسبوع الحالي بصدد فتح تحقيق بحق بن همام ووقفه من كل نشاط كروي" في قضية أخرى. وأضاف بيان الفيفا "قرر رئيس لجنة الانضباط في الفيفا أن يشمل قرار الاتحاد الآسيوي الصعيد الدولي أيضا، وبالتالي فإن ابن همام سيبقى موقوفا حتى جلاء الحقيقة في هذه القضية". وكان الاتحاد الآسيوي أصدر قرارا بوقف ابن همام 30 يوما موقتا بحسب ما اعتبره "أشياء تحيط بمفاوضات وتنفيذ عقود محددة وعمليات مصرفية بين حسابات الاتحاد وحسابه الشخصي إبان تولي بن همام الرئاسة". الآسيوي يتمسك بدوره وإثر صدور قرار محكمة التحكيم الرياضي، أعلن الاتحاد الآسيوي أن عقوبة الإيقاف الموقت لا تزال سارية بحق ابن همام على رغم قرار المحكمة. وجاء في بيان الاتحاد الآسيوي "فيما يخص الاتحاد الآسيوي، لا يزال محمد بن همام تحت الإيقاف الموقت من قبل الاتحاد القاري بنصيحة من قرار لجنة الانضباط في 16 يوليو 2012، لمدة 30 يوما لانتهاكات محتملة لنظام الاتحاد الآسيوي وقواعد الانضباط والأخلاق". وقال الاتحاد القاري إنه أوقف ابن همام بسبب "أشياء تحيط بمفاوضات وتنفيذ عقود محددة وعمليات مصرفية بين حسابات الاتحاد وحسابه الشخصي إبان توليه الرئاسة".