الكثير منا يحب السكر لأنه يضع لمسة رائعة في طعم أي منتج تجعل النفس تستطيبه. ولكن كما للسكر فوائد فله مضار أكثر، ولكن لو جعلنا السكر أمرًا معنويًا مرتبطًا بالناحية الاجتماعية وفي العلاقات بين الأفراد لكان له تأثير مختلف. عندما تستمع لصديق لك، فإن لم يضع السكر في كلامه سيكون مرًّا وثقيلًا على نفسك، لكن ربما هي الحقيقة كما هي حتى لو كانت بطعم غير مرضٍ لك. عندما يضع بعضًا من السكر على كلامه ستتقبل ذلك حتى لو كانت الصورة مشوهة وليست حقيقة محضة. حتى في السياسة لو لم تجد وضع السكر فلن تستقيم لك علاقة مع أي دولة وستكون دولتك منبوذة بين الدول، فوضع السكر في السياسة أمر محمود لأنه يوازن بين مرارة العلاقات الدولية، وبين ما تريد الدول أن تتلذذ به دون أن يرفع لها السكر في دم علاقاتها، وتكون حينئذٍ متوترة. العلاقة بين الرئيس والمرؤوس هي علاقة يتحكم بها سكر العلاقات فمتى ما قل كثرت المشاكل، فعلى المرؤوس أن يضع كمية جيدة من السكر في علاقته مع رئيسه كي يتجاوز كل المصاعب، وعلى الرئيس أن يضع القليل من السكر لكيلا يتجبر على مرؤوسه فمتى ما تخلوا عن السكر فيما بينهم أصبحت العلاقة متوترة، وإن أكثروا من السكر أصبحت إما ضعفًا أو تبجحًا أو تطبيلًا صارخاً مفضوحًا. في المشاكل الزوجية تتجلى الحاجة لسكر العلاقات، فمتى ما أبدع الزوج في وضع السكر في الوقت المناسب ستتطور علاقته بزوجته كثيرًا وكذلك بالنسبة للزوجة، مع اختلاف المفترض من يضع سكرًا أكثر في الغالب حسب المواقف ومدى مراراتها، ولكن على الزوجة أن تتفنن في وضع سكر العلاقات لأنها الجانب الناعم في الحياة الزوجية. لكن عليك الحذر فقد يستغل المنافقون والمتسلقون سكر العلاقات فيضعونه لك حتى لا تتضح أمامك الصورة، فقد تستلذ بطمعه الحلو وتنخدع، ولا تلتفت للمرارة الداخلية لهم، فيخدعك السكر وتطعم المرارة بعد حين. سكر العلاقات طريقك نحو حياة أفضل، لكن لا تكثر منه فقد تصبح لك عدة وجوه قبيحة.