ولمن لا يعرف تطبيق «كلوب هاوس» (Clubhouse) هو أحد مواقع التواصل الاجتماعي الذي أطلق في 2020. هذا التطبيق يختلف عن غيره من الشبكات الاجتماعية كونه لا يعتمد على النصوص المكتوبة، فهو تطبيق قائم على الصوت فقط، وكأننا نتحدث عن برود كاست تفاعلي صوتي، شبيه للتطبيق القديم «البالتوك»، حيث توجد فيه مجموعة غرف للدردشة الصوتية الجماعية، يمكن للأشخاص الانضمام إليها لإجراء محادثات مباشرة، يعمل المشرفون فيه على المحادثات بإدارة الغرف بحيث يمكن لمن في الغرفة رفع أيديهم، افتراضيًا، لتشغيل ميكروفوناتهم وإعطائهم فرصة للتحدث. التطبيق جذب في فترة وجيزة ملايين المستخدمين حول العالم، لكن خطورته تكمن في التهاون بمسألة حفظ حقوق المستخدمين. فعندما ننظر لبقية مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» نجد أنها اهتمت بهذه المسألة بشكل كبير، فمثلا موقع «تويتر» عمل على تحديث سياسته العالمية للخصوصية لإعطاء المستخدمين مزيداً من المعلومات عما قد يحصل عليه المعلنون في مجال البيانات، ودشنت موقعا خاصا فقط لتوضيح جهودها لحماية البيانات المستخدمين، أطلقت عليه اسم «مركز تويتر للخصوصية»، هذه التدابير جاءت بعد ما أعلنت في أكتوبر الماضي أنها وجدت أرقاما هاتفية ورسائل بريدية استخدمت بغرض الدعاية والإعلان. وكذلك شركات أخرى مثل «قوقل» و«فيسبوك» اتخذت إجراءات صارمة بشأن حماية خصوصية المستهلكين، بخاصة بعد حادثة البيانات الشخصية المسربة للملايين من المستخدمين من دون أخذ موافقتهم. شركة «قوقل» أيضا اهتمت في هذا الشأن بعقد شراكات مع عدة مؤسسات في الشرق الأوسط والخليج لتدريب أكثر من 26 ألف طالب على برنامج «أبطال الإنترنت»، الذي يعلم الأطفال أساسيات المواطنة الرقمية والسلامة الإلكترونية حتى يتمكّنوا من استكشاف عالم الإنترنت بثقة وأمان. كل ذلك يمثل جزءا من التزام شركة «جوجل» في مساعدة المستخدمين على خوض تجربة رقمية أكثر أمانا وحماية بياناتهم وخصوصيتهم. أما موقع «كلوب هاوس» فيشير المختصون إلى أن من أهم مخاطره عدم ضمان الخصوصية، حيث يحق للتطبيق أن يسجل صوت المستخدم، ومن ثم يمكنه استخدامه في أي قضايا أمنية، والأدهى والأمر أن الشركة تعترف بهذه السياسة في موقعها الخاص بقولها، إنه يتم تسجيل الصوت بطريقة مؤقتة، وكأنها تقول التطبيق ينتهك خصوصية المستخدم. خبراء الأمن السيبراني في كثير من دول العالم حذروا من الاستجابة لروابط «دعوات» الانضمام إلى تطبيق المحادثة الصوتية «كلوب هاوس» على موقع «تويتر»، وأن العديد من هذه الروابط قد تكون مزورة وتفضي إلى إرسال برمجيات تهدف لاختراق الهاتف وبيانات المستخدم. من الأهمية بمكان أن تتخذ مؤسسات الدولة في المملكة وعلى رأسها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تدابير عملية، من قبيل حجب التطبيق كونه ينتهك حقوق الإنسان، وهذا ما تنص عليه المادة الثانية من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية التي تؤكد أن الهدف من هذا النظام هو الحد من وقوع جرائم المعلوماتية، وذلك بتحديد هذه الجرائم والعقوبات المقررة لكل منها، وبما يؤدي إلى ما يأتي، أولا: المساعدة على تحقيق الأمن المعلوماتي. ثانيا: حفظ الحقوق المترتبة على الاستخدام المشروع للحاسبات الآلية والشبكات المعلوماتية.