في اليوم الأول كان وقتا ثقيلا جدا، تثاقلت عليّ اللحظات، شعرت بطول الوقت، كدت أفقد سيطرتي، عزمت على العودة. أحقا كل هذه العلاقة بيني وبين هاتفي، هل وصلت إلى مرحلة الإدمان!؟. تساؤلات كثيرة تصارعت مع نفسي طويلا.. أخبرتني بأن علاقتك بهذه الشاشة حميمة جدا، ولم يمكننك التخلي عنها حتى وقت قصير، هذه الشاشة هي حلقة وصل بينك وبين العالم، أقاربك - أصدقاؤك - معارفك، هذه وسيلة إعلام تنقل لك أخبار العالم من اقتصادية واجتماعية وصحية.. إلخ. صمت زمنا.. أتذكر الزمن الذي لم يكن هناك رابط بيني وبين هذه الشاشة، هل كنت في نقص أم ماذا؟! كيف كانت حياتي قبل ذلك؟!. أدركت أنني كنت بحالة جيدة، بعيدة كل البعد عن كل الأحداث التي مررت بها خلال هذه السنوات. كانت بسيطة وسعيدة، لينة، لطيفة. شعرت بأنني حقا احتاج إلى هذه الراحة، ولو لأيام قليلة، أحادث نفسي، أبحث عن أخطائي التي تحتاج إلى تصويب، أجبر تقصيري، أتعايش مع عالمي الخاص، أرتاح قليلا، أبعد عن الضجيج الإلكتروني، حقا أنا احتاجه!.