لا تتجاوز معرفة أبناء منطقة الجوف كثيراً عن مركز أبحاث وتنمية المراعي والثروة الحيوانية في منطقتهم، ومعظم معرفتهم عنه تقتصر على ما ينتجه من حليب الإبل وشتلات الزيتون والبذور. لكن ما لا يعرفه أبناء الجوف أهم كثيراً من ذلك، ليس أقله تصنيف المركز من جانب منظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة (فاو) بأنه من أوائل المراكز النموذجية للأبحاث في الشرق الأوسط. كما أدرج مركز أبحاث المراعي والإبل والزيتون، ضمن برنامج التعاون بين المملكة و"فاو" بهدف الحفاظ على هذه الثروة وتنميتها. فالمركز الذي أنشئ قبل ثلاثة عقود، يسند إليه تحسين إنتاج الثروة الحيوانية وتزويد بنوك البذور بخمسة أطنان سنويا وإنتاج 200 ألف شتلة من نباتات المراعي، إضافة إلى وجود بنك آخر للحيوانات المنوية للماعز والغنم. كما أعلنت وزارة الزارعة أخيراً عن إنشاء وتصميم وتجهيز وحدة تخصصية للإبل بالجوف, محددة مركز الإبل والمراعي بمنطقة الجوف مقراً لها، وذلك بتكلفة تقدر ب17 مليون ريال. ويقول مدير مركز أبحاث المراعي والإبل المهندس فايز جهيم الرويلي ل "الوطن" إن المركز يهدف إلى تطوير وتنمية المراعي من خلال نتائج الدراسات والأبحاث لمشاكل تدهور المراعي ومعوقات الإنتاج الحيواني بالمنطقة الشمالية بشكل خاص، وأبحاث الزيتون ويقدم خدماته لمنطقة الجوف وجميع أنحاء المملكة بشكل عام إضافة إلى إيجاد خبرات وطنية مؤهلة وقادرة على التعامل مع المشاكل التنموية"، مشيراً إلى أن "المركز يعتبر مؤسسة نموذجية للأبحاث وهو الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط في مجالات اهتمامه بأبحاث المراعي والثروة الحيوانية من الإبل والأغنام، وإنشاء وحدة لأبحاث الزيتون". وأوضح أن "المركز استطاع منذ تأسيسه، إنشاء البنيات الأساسية ومحطات التجارب وإيجاد الخبرات المتخصصة في المجالات المختلفة مع توفير الكوادر الوطنية وتدريبها". مراع وإبل وزيتون ويوضح الرويلي أن المركز يضم وحدة للمراعي وأخرى للإبل وللزيتون وعددا من المنشآت والمرفقات أبرزها المقر الرئيس للمركز ويقع على مساحة تقدر بنحو 6 كيلومترات مربعة تحتوي على مباني الإدارة و7 مختبرات مجهزة لكل من الأقسام الصحة الحيوانية، والتحاليل النباتية، والتربة والمياه، وبيئة المراعي والإنتاج الحيواني إضافة إلى المعشبة النباتية، ويضم مجمعا سكنيا يحتوي على 47 وحدة سكنية ومسجد ومبنى للنادي الرياضي وورشة ومبنى للمستودعات ومسبح وملعب كرة قدم وملعب تنس أرضي ويحتوي المركز على مزرعة لأبحاث الإبل والأغنام والماعز بها أكثر من 100 رأس من الإبل تمثل الأنواع الرئيسة من السلالات المحلية و200 رأس من الأغنام والماعز تمثل سلالات محلية وأجنبية وتوجد وحدة للأجنة تخدم الأبحاث في تحسين السلالات من الأغنام والماعز بطريقة الأسفنجة حيث سجل المركز 7 ولادات دفعة واحدة. 5 أطنان من البذور ومن جهته أوضح فني المراعي خالد السليم ل "الوطن" أن مركز أبحاث الجوف يضم ثلاث محطات لأبحاث وتحسين المراعي بمواقع متعددة منها منطقة التمريات ومعيله وفجر في مساحة إجمالية مسيجة قدرها 4400 هكتار، ومحمية رعوية نموذجيه إرشادية في العمارية بين عرعروالجوف بمساحة إجمالية قدرها 1000 هكتار. ومحطة لإكثار بذور نباتات المراعي بمنطقة بسيطا الزراعية في مساحة مسيجة مقدارها 1600 ألف هكتار تنتج حوالي 5 أطنان سنوياً من بذور النباتات الرعوية المحلية، ومشاتل لإنتاج شتلات نباتات المراعي ومصدات الرياح بطاقة إجمالية مقدارها 200 ألف شتله سنوياً. سلالات الإبل وقام الباحثون بمركز أبحاث الجوف في إطار وحدة الإبل بعدة أبحاث علمية كان أهمها البدء في تصنيف سلالات الإبل الوطنية على أسس الجينات باستخدام تقنية التسلسل البلمري وتم التعاون مع المركز الوطني لإنتاج اللقاحات وذلك بمدة وجيزة لإنتاج لقاح جدري الإبل من الجوف لمكافحة هذا المرض الفتاك. ومن الأبحاث التي أنجزت أيضاً العوامل غير الوراثية التي تؤثر في الصفات التناسلية وأوزان الولادات من الإبل السعودية، والعوامل الوراثية المؤثرة في إنتاج الحليب والنمو، وتسمين الحيران ودراسة صفات الذبيحة، وأثر البسترة على الجانب العلاجي لحليب الإبل في خفض سكر الدم، واكتشاف التهاب الضرع غير المرئي في النوق وحيدة السنام، والمسح الميداني لتشخيص أمراض الإبل ومعرفة النظم المتبعة لتربية الإبل بالمملكة، ودراسة بعض مسببات الإسهال وبعض الأمراض الأخرى، واستخدام جهاز الاليزا بالمقارنة مع الطريقة التقليدية للكشف عن مرض التريبانوزوما في الهجن. وحدة الزيتون وأكد مدير وحدة الزيتون المهندس عواد ملفي الحسن أن من أهداف المركز تطوير زراعة الزيتون بالجوف سواء في الإنتاج أو التصنيع أو التسويق واستزراع ما يقارب من 30 صنفا من الأصناف المشهورة عالمياً بإنتاجها وتمت زراعتها بالمجمع الوراثي بالمركز، وإجراء الأبحاث اللازمة في التقنيات الزراعية من ري وتسميد وتقليم، وكذلك الأبحاث على تقنية زيت الزيتون والتحليل والأبحاث الخاصة بالآفات الحشرية والمرضية التي يمكن أن تصيب أشجار الزيتون، وتضم وحدة أبحاث الزيتون قسم المكافحة المتكاملة لآفات الزيتون، وقسم الإنتاج والإكثار، وقسم تقنيات الزيت وتضم المختبرات، والمعصرة، وقسم الإرشاد والإحصاء. ومن جهته قام خبير الزيتون الدكتور الهاشمي المهري وعدد من الباحثين بالبحث عن الأصناف المزروعة لدى المواطنين والشركات الزراعية وخلال الثلاث سنوات الماضية، واتضح وجود عدد من الأصناف ناجحة وملائمة ومقاومة للجفاف والأمراض ونسبة الزيت جيدة ومنها: الصوراني، والبيكوال وهذا الصنف يعتبر ثنائي الغرض أي تخليل وزيت، إضافة إلى أصناف جلبت من إسبانيا خاصة بالزيت وهي الأربوكوينا والأربوزانا ولهما عدة صفات منها إثمار مبكر وزيتهما نسبته جيدة تصل إلى 20% وصفاتهما طيبة ولا يزال البحث جاريا عن بقية الأصناف. أنواع زيت الزيتون بمنطقة الجوف • زيت زيتون الجوف زيت بكر ممتاز، لا تزيد الحموضة عن 0.8% ورائحته مثل رائحة الفاكهة ولونه أصفر فاتح إلى أخضر. • زيت زيتون بكر لا تزيد الحموضة عن 0.2% وكذلك له رائحة مثل رائحة الفاكهة ولونه أصفر فاتح إلى أخضر. • زيت زيتون بكر عادي ويعد زيتا جيدا في الطعم والرائحة ولا تزيد الحموضة فيه عن3.3% • زيت زيتون وقاد وهو زيت رديء له طعم ورائحة كريهة ولونه أصفر مائل للأخضر البني وحموضته تزيد على 3.3%وهو غير غذائي. • زيت زيتون مكرر- وهذا ناتج من زيت الزيتون البكر وحموضته مرتفعة. • زيت تفل الزيتون وهو من بقايا الزيتون ويستخرج بالمذيبات ولا يصلح للاستهلاك الآدمي.