اطلعت على دراسة مشروع تطوير إنتاج وتصنيع وتسويق الزيتون في المملكة العربية السعودية بعنوان ( تصنيف وتقييم أولي لبعض أصناف الزيتون المزروعة في المملكة العربية السعودية ) إعداد الدكتور الهاشمي المهري خبير الزيتون بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وشارك في الدراسة مجموعة من الباحثين السعوديين والصادر من وحدة أبحاث الزيتون بالجوف ( مركز أبحاث المراعي بالجوف التابع لوزارة الزراعة) وهذه الدراسة يرمز لها تحت هذا العنوان: utf/sau/016/sau التي تخص حصر المصادر الوراثية للزيتون بالمملكة وهذه الدراسة مسح ميداني لمناطق الانتاج الجوف حائل تبوك لوضع قاعدة بيانات لمواصفات وفق الدليل الدولي المعتمد للتوصيف من طرف منظمة الأغذية والزراعة والمجلس الدولي للزيت ممن يمكن من التعرف على الخاصيات الفسيولوجية والزراعية لهذه الأصناف ( وصف الشجرة الورقة العنقود الزهري – الثمار – البذرة) ومدى تأقلمهما على البيئة المناخية لمناطق الإنتاج بالمملكة بالإضافة إلى دراسة تحديد بعض الصفات الأخرى مثل مواعيد الإزهار وتطور نمو الثمار ومراحل نضجها. وكنت أتمنى لو أن هذه الدراسة تم تخصيصها إلى مناطق جبال السروات مثل أبها والباحة وخصوصاً محافظة النماص وما جاورها فإن بها أشجار زيتون محلية بل غابات من أشجار الزيتون البرية والتي تدعى محلياً باسم (أشجار العتم) وقد قام الباحث الدكتور أحمد قماش بتأليف سفر ضخم ( كتاب الغطاء النباتي لجبال السروات) وقام بتصوير أشجار الزيتون هذه في مرحلة النمو والأزهار والثمار فله جزيل الشكر لذلك أتقدم بالشكر والعرفان لوحدة أبحاث الزيتون بالجوف على اصدار هذه الدراسة وأقترح الآتي: جلب واستزراع هذه الأشجار التي تدعى أشجار الزيتون ( العتم) في مناطق الإنتاج المعتبرة أو نقل شتلات إلى وحدة أبحاث الزيتون بالجوف لإلقاء المزيد من الدراسة عليها وإجراء الخاصيات الفسيولوجية والزراعية على هذه الأشجار. الإطلاع على كتاب ( الغطاء النباتي لجبال السروات) للدكتور الباحث أحمد قماش ومشاهدة أشجار العتم ( الزيتون) عبر الصور ومشاهدة مراحل النمو من أزهار وثمار. نحن نعرف أن الأشجار المنتشرة حالياً في مناطق الإنتاج الجوف حائل تبوك جميعها مستوردة من بلاد الشام وأسبانيا وإيطاليا واليونان وثبت نجاحها في مناطق الإنتاج المذكورة أعلاه فلماذا لا نحاول ندرس أشجار الزيتون المحلية والمنتشرة على شكل غابات في المنطقة الجنوبية من المملكة ومنذ آلاف السنين على الرغم من قلة الأمطار في بعض السنين والتصحر الحاصل في السنوات الأخيرة إلا أن هذه الأشجار تزهر وتحمل الثمار ولم تخضع إلى دراسة حتى الآن. فآمل من وحدة أبحاث الزيتون في الجوف ( التابعة لمركز المراعي بالجوف) أن تفكر بإجراء مسح ميداني لهذه الأشجار ونقلها إلى المركز واستزراعها وإجراء المزيد من الأبحاث عليها وهذه الثروة بين أيدنا ومتحملة لأجوائنا ومناخنا فماذا نحن فاعلون؟. * أخصائي زراعي جامعة الملك سعود كلية علوم الأغذية والزراعة