الاطلاع على ملف المريض يعد أحد الخطوات اللازمة في التشخيص. حيث يقوم الطبيب المعالج بالبحث في تاريخ المريض عن معلومات قد تكون ذات علاقة بما يشتكي منه المريض الآن. البحث عن معلومة ما في ملف المريض قد تأتي في وقت حرج جدا، فمثلا إذا أدخلت حالة طارئة إلى المستشفى وبدأ المتخصصون في مباشرة الحالة بشكل فوري لمحاولة إنقاذ المريض، في مرحلة ما قد يستلزم إنقاذ المريض الاطلاع على تاريخه المرضي إذا توفرت سجلات له في ذات المستشفى. سيكون لدى من يباشر الحالة وقت قصير جدا للبحث في كامل ملف المريض للوصول للمعلومة التي يحتاج إليها، وفي هذه الحالة فإن كل ثانية تمر قد تؤثر في إمكانية إنقاذ هذا المريض. أيا كان السؤال الذي يبحث عنه الطبيب وأيا كانت الحالة التي يعالجها سواءً طارئة أو غير طارئة فإن عملية البحث هذه تأخذ شيئا من الوقت الذي كان من الأولى إعادة توجيهه لتشخيص المريض. ولذا فإن استخدام التقنية هو الحل المناسب في مثل هذه الحالات. استخدام التقنية لا يعني فقط الاحتفاظ بملف المريض بشكل إلكتروني، ولكن يجب تأمين تقنيات تستطيع توفير ولو عدد قليل من الثواني التي لربما تكون هي اللازمة لإنقاذ إنسان. إدخال التقنية لمجال إدارة سجلات المرضى تخطى فعلا مجرد الاحتفاظ بنسخ إلكترونية ليصل إلى استخدام الذكاء الاصطناعي. ومن هذه الأمثلة ما قام به فريق بحثي مكون من طلاب دراسات عليا وباحثين بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بقيادة البروفسور بيتر شولفتز (Peter Szolovits) حيث تمكن الفريق البحثي من ابتكار نظام ذكاء اصطناعي يمكنه الاطلاع على سجلات المرضى والإجابة على أسئلة الطبيب. بمعنى أنه لم يعد الطبيب المعالج في حاجة إلى تصفح كامل ملف المراجع للبحث عن معلومة معينة، بل يمكنه سؤال هذه الخوارزمية مباشرة عن ذلك المريض. من الأسئلة التي يمكن سؤال نظام الذكاء الاصطناعي ذلك عنها مثلاً «هل يعاني المراجع من حساسية تجاه البنسلين؟» وسيقوم النظام بالإجابة على هذا السؤال. بل إن نظام الذكاء الاصطناعي ذلك يمكنه التعامل مع الصيغ المختلفة لذات السؤال. وبالتالي أيا كان أسلوب الطبيب المعالج في طرح السؤال فإن النظام سيتمكن من الإجابة عليه. وبهذا إذا أدخلت حالة طارئة إلى المستشفى لم تعد هناك حاجة إلى البحث في كامل ملف المريض، ولكن يمكن سؤال السجلات عن المعلومات اللازمة وسيقوم الذكاء الاصطناعي بالإجابة عن أي تساؤل يخص التاريخ الصحي للمريض بشكل فوري.