أطل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في خطاب متلفز، قبل الاستشارات النيابية لمصارحة الشعب اللبناني بال»حقائق» قبل الاستحقاقات الكبرى، وهي تكليف رئيس جديد للحكومة واختيار الوزراء الجدد وبدء المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية برعاية أممية على ترسيم الحدود، التي كما قال عنها بأنها «قد تقلب الأمور رأسا على عقب» بالتوازي مع تغيرات تحدث في المنطقة. والتي على الأرجح ستسمي سعد الحريري رئيسا للحكومة، على الرغم من رفض التيار الوطني الحر للحريري وتحفظ حزب الله والقوات اللبنانية عليه. تأزم الأوضاع ظهر على عون صعوبة الاختيار نظرا لموقعه البعيد عن الشعب اللبناني والقوى الثورية والعديد من الفرقاء السياسيين، خصوصا بعد انتهاء تحالفه مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل، وتراجع العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، واشتعال الخلاف بين صهره جبران باسيل والرئيس سعد الحريري. كذلك حدوث فتور من وقت إلى الآخر بين باسيل وحليفه الاستراتيجي العتيد حزب الله. وهو الآن بصدد أزمة جديدة مع ضرورة تكليف رئيس حكومة جديد، فهو لا يتحمل أن يظهر أمام المجتمع الدولي، بالمعرقل لتأليف حكومة ستنقذ الشعب اللبناني من معاناته الاقتصادية، بعد أن تعهد أمام فرنسا بالسعي للحل عبر إبداء المرونة والتعاون. وتؤكد الكاتبة الصحفية غلاديس صعب في تصريح خاص ل»الوطن» على الأزمة التي يعيشها، فهو كما تقول «عاجز عن الحسم في العديد من الملفات، إلا أنه يمتلك قوة العرقلة، كما فعل الأسبوع الماضي بتأجيل الاستشارات النيابية، التي كانت ستفضي إلى تسمية سعد الحريري رئيسا للحكومة، وهو ما يرفضه قطعيا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل». من هنا ترى أن «تكليف الحريري سيتم بأصوات حركة أمل وتيار سليمان فرنجيه والمستقبل وفريق وليد جنبلاط، لتمتنع القوات اللبنانية عن تسمية أي شخصية سنية لترؤس الحكومة، فيما سيرفض حزب الله والتيار الوطني الحر تسمية الحريري، وقد يطرحان اسما، والذي سيفشل في التأليف، ليفوز الحريري بموقع رئاسة الحكومة، لكنه سيصطدم بحائط التأليف وتوزيع الحقائب». الضغط على حزب الله أشارت صعب، إلى أن حزب الله أيضا يمر بصعوبات لذلك «وافق على المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في ملف ترسيم الحدود البحرية، كي يخفف الضغط الأمريكي والتهديد بالعقوبات على الثنائي الشيعي، وهو في الوقت عينه يريد حكومة تنقذ البلاد من كارثتها الاقتصادية، كي لا يذهب في مواجهة غير محمودة العواقب مع الشعب، لكنه أيضا لا يريد حكومة يرأسها الحريري بشروط فرنسية وأمريكية تضغط عليه، كما أن حلفاءه سيكونون خارج السلطة». واعتبرت صعب، أن الحريري كان ذكيا بإعلان ترشحه لرئاسة الحكومة، واستعداده كما قال ل»تجرع السم» من أجل إنقاذ البلاد، فهو كما تقول «يريد أن يظهر أمام الفرنسيين والمجتمع الدولي بالشخص المتعاون إلى أقصى الحدود لتسهيل تشكيل الحكومة، لكن الفريق الآخر هو المعرقل أي حزب الله والتيار الوطني الحر».