أبلغ وفد المعارضة اللبنانية الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس الثلاثاء موقفه الرافض للتشكيلة الحكومية التي تقدم بها سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة . وتألف وفد المعارضة من حسين الخليل المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسن نصر الله ووزير الاتصالات جبران باسيل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل. ورأى باسيل ان " تقديم الحريري للتشيكلة بهذا الشكل يشكل سابقة لم تحصل سابقا وهو أمر غير لائق ". وقال " كنا نطالب ان يقدم الحريري صيغة ليتم النقاش "، معلنا أن المعارضة أبدت استعدادها لاستمرار النقاش والحوار. وكان حسن نصر الله قال مساء أمس الاول إن الطريقة التي استخدمها الحريري في تقديم التشكيلة الوزارية إلى رئيس الجمهورية تزيد الأمور تعقيدا ، واصفا خطوة الحريري بالتدبير غير المناسب. وقال نصرالله في حفل إفطار اللجنة النسائية لهيئة دعم المقاومة الإسلامية إن " من حق كل كتلة نيابية ان تسمي الوزراء والحقائب" معتبرا ان الطريقة التي استخدمها الرئيس المكلف " تزيد من تعقيد حل الازمة ". ونقل بيان وزعه حزب الله في وقت متأخر من مساء أمس عن نصر الله القول إن المعارضة اللبنانية "ستتصرف مع التدبير الجديد غير المناسب للرئيس المكلف بشأن الحكومة بتضامن كامل". الى ذلك استبعدت الصحف اللبنانية الصادرة امس الثلاثاء ان تبصر التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، النور، متخوفة من ازمة جديدة ومن تصعيد. وقدم الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية، الاثنين بعد اكثر من سبعين يوما على تكليفه تشكيل حكومة جديدة، الى سليمان صيغة لتشكيلة حكومية "من ثلاثين وزيرا تضم الكتل النيابية كافة بشكل متوازن"، الا ان الاقلية رفضتها بحجة ان من حقها ان تسمي الوزراء العائدين لها بنفسها. وكانت المشاورات حول تأليف الحكومة تصطدم منذ اسابيع برفض الحريري التجاوب مع مطالب للتيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون، احد اقطاب الاقلية. ويطالب عون بخمسة وزراء بينهم اربعة موارنة (من ستة في الحكومة) وبحقيبتين اساسيتين. كما يطالب بتوزير صهره جبران باسيل. وان كانت صحيفة "النهار" القريبة من الاكثرية اعتبرت ان خطوة الحريري تطلق جولة "مشاورات جديدة واسعة مع الجميع"، فانها اشارت الى "وطأة التشاؤم الذي ساد" عقب رفض الاقلية للصيغة الحكومية. ورأى رئيس تحرير صحيفة "الانوار" رفيق خوري ان "لا شيء يوحي ان التشكيلة الحكومية (...) مرشحة لان تكون المخرج من المأزق الحكومي فما هي سوى مسودة تشكيلة للنقاش قبل الوصول الى القرار". واضاف "المعنى البسيط لذلك ان الحل الداخلي لا يزال صعبا والخارجي ليس في اليد".