عزا خبيران اقتصاديان حالة التذبذب التي يمر بها سوق الأسهم السعودية إلى الارتباط الوثيق بين السوق المحلي والأسواق العالمية التي تأثرت بالأزمة الأوروبية، إضافة إلى الإجازة الصيفية التي اعتاد على طقوسها السوق كل عام، ويرى الخبير الاقتصادي سلمان الهواوي أنه من الآن وإلى شهر رمضان المبارك تعتبر فترة ترقب لنتائج مالية، مبينا أن النتائج بدأت تظهر أولا بأول انطلاقا بإعلان أسمنت الجنوبية الأسبوع الماضي، مضيفا أن توزيع الأرباح الفصلية ظهرت خلال الأسبوعين الماضيين ومن المتوقع أن تتواتر في الأسبوعين المقبلين، فيما أوضح الخبير الاقتصادي علي الزهراني أن مؤشر السوق أصبح مرهونا بحركة الأسواق العالمية بشكل واضح، مضيفا أن ما يميز المؤشر السعودي هو أن تأثير الأخبار السلبية ليس بذات المفعول القوي الذي اعتدنا عليه سابقا أثناء الأزمة في 2008 و2009، مبينا أن نطاقات التذبذب ستكون ضعيفة حتى نهاية رمضان، وكذلك إحجام السيولة التي ربما ستنخفض إلى أقل من 3 مليارات ريال. وبالعودة للهواوي فيتوقع أن يكون هناك هدوءا نسبيا في التعاملات خلال فترة إعلان النتائج بشكل عام، مستثنيا نشاطا في الشركات التي تحقق نتائج قوية. وبين الزهراني أنه بعد شهر رمضان ستبدأ موجة جيدة في السوق من الممكن أن يكون لها ارتفاعات قوية جدا، مضيفا أن السوق من الناحية الأساسية لديه الكثير من المميزات، مبينا أن المؤشر وفي حال اجتاز مستوى 6960 نقطة، سننتظر مستوى تأكيد عودة المؤشر إلى مساره الصاعد وذلك عند 7100 نقطة، مضيفا أن كسر 6600 نقطة سوف يقود المؤشر إلى مستوى شرائي يمتد من 6300 إلى 6500 نقطة. وذكر الهواوي أن انخفاض قطاع البتروكيماويات مبرر بحكم أسعار المنتجات العالمية بسبب انخفاضها منذ مطلع أبريل الماضي إلى اليوم، مضيفا أنه من الطبيعي أن ينعكس على أداء الشركات التي انخفضت أسعار منتجاتها النهائية، مشيرا إلى أن قطاع المصارف والبتروكيماويات من أكثر القطاعات تأثيرا على السوق، واصفا قطاع التأمين بالنشط في تعاملاته وحجم التداول اليومي وتعاملاته كقطاع مضاربي، مؤكدا فقدان الكثير من شركاته أساسيات الاستثمار ما عدا حوالي خمس شركات. وبالعودة إلى الزهراني فيرى أن قطاع البتروكيماويات من القطاعات الدفاعية، مضيفا أنه يعاني من تراجع في المبيعات في الفترة الماضية لكثير من المواد المصدرة لخارج المملكة وضعف الطلب المستمر، وذكر أن الطلب سوف يشهد مزيدا من الضعف، مبينا أن هذا القطاع يشكل 36% من أداء المؤشر، لافتا إلى أنه في حال جمعنا قطاع البتروكيماويات مع القطاع المصرفي، فسوف يصبح لدينا ما يعادل 50% من حجم المؤشر العام معتبرا هذين القطاعين من القطاعات الثقيلة على المؤشر. ويرى الهواوي أن الوضع بالنسبة للسوق مطمئن نسبيا ولا يوجد أي بوادر للخوف، وأن هذه الفترة مجرد فترة ترقب نتائج وفترة صيف اعتاد عليها السوق السعودي، مسترجعا الذاكرة للسنوات الماضية موضحا أن هذا السلوك يتكرر في كل عام. فيما أوضح الزهراني أن المؤشر من اليوم وإلى بداية سبتمبر لا ننتظر منه الشيء الكثير، متوقعا أن يكون بين 6300 و7100 نقطة، وفي حدود 600 أو 700 نقطة تداول فيها صعودا وهبوطاَ إلى أن تتضح الصورة العامة، مضيفا أنه سوف يكون هناك تراجعا على العوائد في الربع الثاني لن تتجاوز ال5%. وأضاف الهواوي أنه خلال الفصل الثاني على مستوى السوق بشكل كامل، من المتوقع أن تتجاور الأرباح 26 مليارا على مستوى السوق، لافتا إلى أنه بذلك سوف يتجاوز السوق خلال 6 أشهر 51 مليارا على مستوى السوق وعلى الأرباح بشكل عام، واصفا أداء السوق بالجيد، مؤملا أن تكون فترة الهدوء هذه والتعاملات الحذرة سببا في الحد من التراجع في السيولة بشكل عام للسوق.