كشفت نتائج المسح الوطني السعودي للصحة النفسية عن حقيقة صادمة في نظر كثيرين، تؤكد أن 72% من السعوديين الذين ظهرت عليهم أعراض اضطرابات في الصحة النفسية لم يسعوا إلى تلقي أي نوع من العلاج، مقابل 28% فقط سعوا إليه. وكان مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة أطلق عام 2010 برنامج المسح الوطني السعودي للصحة النفسية، كجزء من مبادرة المسح العالمي للصحة النفسية التابع لمنظمة الصحة العالمية وجامعة هارفارد، والتي أجريت في 33 دولة حتى الآن. وتمثل اضطرابات الصحة النفسية إحدى مشاكل الصحة العامة السائدة على الصعيد العالمي، وتؤثر على المجتمع بمختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وذلك يشمل كافة الأعمار من كلا الجنسين، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُعد الاضطرابات النفسية من بين الأسباب الرئيسية للمرض والإعاقة في العالم. وحظي البرنامج الوطني للصحة النفسية بدعم عدد من الجهات مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وزارة الصحة، جامعة الملك سعود، إضافة إلى الهيئة العامة للإحصاء وتم دعمه عبر مِنَح متعددة من شركة سابك ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وتكمن أهميته في تزويد الأطباء وصانعي القرار في مجال الصحة برؤية لتوفير الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية ذات الصلة في المملكة. عينة واسعة شملت عينة المسح الوطني أكثر من 4000 مشارك سعودي (لذكور وإناث) تتراوح أعمارهم بين 15 و65 سنة من جميع أنحاء المملكة، وأعلنت نتائجه أواخر عام 2019 ووجدت أن حوالي 34% من السعوديين تنطبق عليهم معايير تشخيص اضطرابات الصحة النفسية في وقت ما من حياتهم (أي عانوا من اضطراب ما في مرحلة من حياتهم). وبدت هذه الإحصاءات مماثلة لإحصاءات البلدان الأوروبية مثل فرنساوهولندا، وهي أقل من إحصاءات دول أخرى في قارات أخرى (نيوزيلندا والولايات المتحدةالأمريكية). أكثر من اضطراب استخلصت نتائج المسح من الأسئلة التشخيصية التي طرحت على العينة المشاركة فيه، مع الإشارة إلى أنه يصدف أن يعاني المريض من أكثر من نوع واحد من الاضطرابات، خصوصا من بين أولئك الذين سعوا إلى العلاج. وأثبتت نتائج المسح أن حوالي 28% فقط من السعوديين (تمثل العينة المشاركة في المسح) سعوا إلى تلقي نوع من العلاج لاضطراباتهم الصحية النفسية في وقت ما من حياتهم، وبشكل أكثر تحديداً أفاد 52% من العينة التي سعت إلى تلقي العلاج من الاضطرابات سعوا لتلقي العلاج في وقت ما من حياتهم، مقابل 49.7% لاضطراب الهلع، و48.4% لإساءة استخدام العقاقير، و45.7 لاضطراب نهم الطعام، و39.5% لاضطراب الكرب ما بعد الصدمة، و38% لاضطراب الوسواس القهري 38%». أما أدنى معدلات الذين سعوا إلى تلقي العلاج لاضطراباتهم الصحية النفسية في وقت ما من حياتهم، فهم الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه/فرط الحركة 20%، ورهاب الخلاء 23.7%، والرهاب الاجتماعي 26%، والاضطراب الانفجاري المتقطع 27.9%. ملاجئ العلاج بينت نتائج المسح أن نصف الذين يعانون من اضطرابات في الصحة النفسية تلقوا العلاج في قطاعات الصحة النفسية، حيث تلقى 35.9% العلاج في قطاعات الطب العام، و35.2% تلقوه من الخدمات البشرية غير الرعاية الطبية بما في ذلك الأخصائيين الاجتماعيين أو العلاج الديني، و15.7% تلقوا علاج الطب البديل التكميلي بما في ذلك المعالجة بالأعشاب ومجموعات المساعدة الذاتية. الحاجة للجهد بالنظر إلى العبء الهائل لاضطرابات الصحة النفسية، وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة لهذه الاضطرابات، فإن النتائج المقدمة في المسح تبين بوضوح أن هناك حاجة إلى بذل جهود لتلقي العلاج في الوقت المناسب. ومع بدء المملكة في تنفيذ استراتيجيات للحد من الوصمة وزيادة الكشف وتوعية المواطنين بوجود علاجات فعالة للاضطرابات النفسية، يحتاج صناع السياسات في مجال الرعاية الصحية إلى تسريع هذه الجهود وضمان الفحص في الوقت المناسب والعلاج الفعال للاضطرابات النفسية. وهناك نماذج مفيدة عالمية في هذا الجانب، لكن ذلك لا يتنافى مع الحاجة التي تدعو إلى التأكد من مواءمة هذه النماذج مع الظروف الفريدة للمملكة قبل أن يتم تنفيذها، كما قد تتمثل الحلول في مزج بعض عناصر هذه النماذج لمواجهة التحديات التي تواجه نظام الرعاية الصحية في المملكة لمعالجة هذه المشكلة الهامة. %34 من السعوديين تنطبق عليهم معايير تشخيص اضطرابات الصحة النفسية في بعض الأوقات 2 5 من الشباب السعوديين تنطبق عليهم معايير تشخيص اضطرابات الصحة النفسية في بعض الأوقات معدل حدوث اضطرابات الصحة النفسية في بعض دول العالم %31.7 هولندا %34.2 السعودية %37.9 فرنسا %39.3 نيوزيلندا %47.4 أمريكا معدل الاستجابة للمسح والعينة في بعض الدول 60 % (8.841 مشاركا) أستراليا %61 (4004 مشاركين) السعودية %70 (2857 مشاركا) لبنان %70.9 (9282 مشاركا) أمريكا %87.1 (4351 مشاركا) جنوب إفريقيا اضطرابات الصحة النفسية الأكثر شيوعا في المملكة قلق الانفصال نقص الانتباه / فرط الحركة الاكتئابي الرئيسي الرهاب الاجتماعي الوسواس القهري