يراود عشاق الأندية السعودية حلم كبير بأن تصبح لديها ملاعبها الخاصة مثل تلك التي تمتلكها الأندية الأوروبية والعالمية، ولهذا شاهدنا خلال الفترة الماضية الصراع الهلالي النصراوي على استئجار ملعب جامعة الملك سعود، والذي كان قد استأجره الزعيم عام 2017 لمدة 3 سنوات مقابل 5 ملايين ريال للسنة الواحدة!. ولكن مناقصة هذا العام كانت مختلفة تماماً عن تلك التي كانت في 2017، حيث شهدت صراعاً كبيراً بين شركة الهلال الاستثمارية وشركة الوسائل التي فازت بالمناقصة مقابل 265 مليون ريال ل10 سنوات مقبلة. الهلال قدم في عرضه مبلغ 17 مليون ريال للعام الواحد، وهنا يأتي سؤال مهم، فكيف لنادٍ أن يستأجر ملاعب لمدة ثلاث سنوات ب15 مليون ريال، وبعدها يريد الاستئجار مرةً أخرى مقابل 170 مليون ريال؟ إن رفع الهلال لقيمة العرض ما هو إلا تأكيد بأن الهلال استفاد من ملعب الجامعة مالياً خلال السنوات الماضية بشكل كبير، وهي ما دفعه لرفع قيمة العقد من 5 إلى 17 مليون ريال للسنة الواحدة. امتلاك الأندية للملاعب سيمكنها من إضافة مداخيل كبيرة تجعلها ترفع من موازناتها المالية وتجلب لاعبين عالميين لتمثيلها، وهذا ما يجعل الهلال يفكر في بناء ملعب بأسرع وقت ممكن بعدما عرف قيمة امتلاك ملعب خاص طوال 3 سنوات ماضية. ما يجعلني متفائلا بمشاهدة ملعب الهلال خلال 3 سنوات من الآن، هو أنه يمتلك عقد رعاية مع واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال العقارات والإنشاءات وهي شركة إعمار، التي نفذت مشروع أطول ناطحة سحاب في العالم (برج خليفة)، وأرى أنه على الإدارة الهلالية تطوير عقد رعاية إعمار بحيث يتحول إلى شراكة استثمارية ضخمة، ولما لا تكون كشراكة طيران الإمارات مع نادي الارسنال؟ في الختام، أتمنى أن تمتلك كل الأندية السعودية الكبرى ملاعب خاصة وليس الهلال فقط، وما يدعم فكرة امتلاك الأندية لملاعب خاصة هو توجه الدولة لخصخصة الأندية وتحويلها إلى مؤسسات تعتمد على ذاتها دون أي دعم حكومي، ولعل الملاعب تكون أهم جزء من الخصخصة لأن عوائدها المادية مرتفعة، وتأتي من عدة جهات مثل مبيعات التذاكر والإعلانات ومتجر النادي ومتحف البطولات، وكذلك استخدام الملعب لإقامة المهرجانات والحفلات عليه كما يحدث في أمريكا، وكذلك مداخيل أخرى من تأجير أماكن لمبيعات الوجبات السريعة. كل هذه الأمور ستجعل من إيرادات الأندية مرتفعة وستساهم في خلق استثمار رياضي ضخم.