بعيدًا عن العواطف والمناكفات الإعلامية، وبواقعية وتجرد؛ لا يمكن اعتبار خسارة الهلال لمناقصة استئجار ملعب الجامعة خسارة حقيقية قد يكون لها أي تأثير على اسمه وزعامته وقيمته وجماهيريته. استئجار ملعب الجامعة قبل 3 سنوات كان بالنسبة للهلال فكرة جيدة وفرصة متاحة بتلك الأسعار التي تحققت لشركته الراعية آنذاك، ووفق معطيات محددة تمثلت بعدم تحمل خزينة الهلال ريالًا واحدًا من قيمة استئجاره، إضافة إلى نسبة لا بأس بها من مداخيل الإعلانات والحضور الجماهيري جعلت منه استثمارًا معقولًا وحلًا في الوقت نفسه لمشكلة عدم جاهزية ملعب الملز واستاد الملك فهد في بعض الفترات. أمَّا اليوم ووفق المعطيات الجديدة والأرقام الفلكية التي وصلت لها قيمة استئجار الملعب التي تجاوزت بسبب الهلال وجماهيريته وشعبيته تكلفة إنشائه بعشرات الملايين فإنَّ من البديهي أن ينسحب الهلاليون من هذا السباق الجنوني لأنَّهم يحسبون الأمر بحكمة وعقلانية، ولا يرغبون في (الهياط) على حساب مقدرات النادي ومداخيله، ولا إحراج أنفسهم وإحراج الدولة في ديون كارثية تضطرها للتدخل وإنقاذ النادي من ممارسات إدارية ومالية لا مسؤولة. إضافة إلى المبالغة في قيمة أجرة الملعب فإن الهلاليين ينظرون دائمًا إلى الأمام ويتركون الآخرين خلفهم يتتبعون خطواتهم ويتشبهون بهم ويتغذون على رجيع أفكارهم ومشاريعهم، والهلاليون يرون أنَّ الوقت قد حان للتفكير خارج الصندوق والبدء في وضع الخطوط العريضة لإنشاء ملعب خاص أو مدينة رياضية بالتعاون مع القطاع الخاص لاستثمار الشعبية الجارفة والقوة الشرائية المميزة التي يملكها الزعيم بفضل الله، ثم بفضل جماهيريته الضخمة التي شهدت بها الدراسات والإحصاءات العلمية المتخصصة. أمَّا في الوقت الحالي وخلال السنوات القليلة المقبلة وحتى تنضج فكرة الملعب الخاص وتكتمل في ظل توجه الدولة لإنشاء مزيد من الملاعب وتسهيل إنشائها رغبة في استضافة كبرى البطولات ابتداء بآسيا 2027 فإنَّ ملاعب الدولة - حفظها الله - وتحديدًا استاد الأمير فيصل بن فهد بالملز، واستاد الملك فهد الدولي في الرياض جاهزة ومشتاقة لاحتضان مباريات الهلال وملاحمه التي لطالما سطرها هناك، ومازالت جماهير منافسيه تتذكرها أكثر من جماهير الزعيم؛ خصوصًا بعد اكتمال جاهزية الملعبين وتأهيلهما في الفترة الماضية، وفي ظل الأنباء المتواترة عن توجه هيئة الترفيه ووزارة الرياضة للاستفادة من ملعب الجامعة لاستضافة الفعاليات الرياضية والترفيهية التي ستحتضنها العاصمة، خصوصًا إذا ما صدقت الأنباء التي (رشحت) النصر لاستئجار ملعب الجامعة لمبارياته، والتأكيدات الشبابية عن جاهزية ملعب الشباب لاستضافة معظم مبارياته، وهو ما يخفف العبء عن ملاعب الدولة ويخفف من الضغط الذي كانت تتعرض له أرضيتها ويسبب في سرعة تلفها وحاجتها المتكررة للإصلاح وإعادة التأهيل. الهلال هو من يعطي الوهج والقيمة والاسم والتاريخ للملاعب التي يرتبط بها وترتبط به ابتداء من الصايغ في ثليم حتى سايتاما في اليابان، كلها تشهد للهلال وعظمة الهلال، وكلها مشتاقة له ولملاحمه ولأمواج جماهيره.