إن تعزيز الحس الأمني في نفوس الأطفال سبب معين على غرس القيم والمبادئ السليمة والقويمة لإعداد جيل واعٍ بما يحيط به من جرائم ومشكلات، ولا شك أن دور المربي لم يعد كما كان عليه في السابق، فالطفل الآن يستطيع أن يسافر ويحلق في الفضاء السيبراني وهو محاط بجدران منزله. إن النشأ القويم والرعاية حق الرعاية هي اللبنة الأساسية لتجهيز الجيل القادم بالعتاد الثقافي التربوي والإيماني، بالثوابت المستقاة من الدين الحنيف والسنة النبوية الشريفة، وهي نهج تربوي يصنع لنا جيلاً قادرا على مواجهة المخاطر، بإذن الله، والشعور بالأمان. لم يعد التلفاز وقنواته الوسيلة التي يتلقى منها المشاهد المقاطع العنيفة والممنوعة، ولم تعد الرقابة الإعلامية هي المانع الذي يحجب الأطفال عن دراسة بعض الأفكار المنحرفة، رغم أنها ما زالت إلا أن ولوج القنوات الإلكترونية التي تبث عبر منصات الإنترنت وسهولة الوصول إليها بشكل أسرع وخيارات أوسع يتم فيها نشر المحتويات التي تدار من قبل تجار وشركات إعلانية ومنصات ترويجية لأفكار معينة يتم من خلالها تمييع خطر الترويج والتعاطي والشذوذ الجنسي وكثير من السلوكيات المنحرفة. بل إن المواد الإعلامية التي تحث على التعاطي والترويج هي الأكثر مشاهدة عبر تلك المنصات بين مجتمعاتنا وعلى مستوى العالم، وذلك حسب الإحصائيات وأرقام المشاهدة، غير أن نسبة كبيرة من شبابنا، ولله الحمد، لديهم رقابة ذاتية يميزون ويدركون ما يحاك بهم تجاه قيمهم وثوابتهم الحميدة، ولكن الخوف كل الخوف على جيل الطفولة الذي ينشأ على تلك المنصات بلا حسيب ولا رقيب، ومن غير تمكين ذاتي وحس أمني ليصبح ذا شخصية مهزوزة مقلدة بلا هوية تنجر خلف التجارب والسلوكيات المنحرفة، وذلك لعدم قدرته على التمييز بينما هو صالح وما هو محذور. وأنت أيها المربي دورك عظيم، وأذكر أنني سمعت مقولة لأحد المربين يقول فيها، احرص على أن تنشئ طفلاً مصلحاً لذاته وأهله قبل أن يكون صالحاً.