لم تمض أكثر من 48 ساعة على إدراج اليونسكو الخميس الماضي مدينة تمبكتو على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر محذرة المجتمع المدني من المخاطر التي تواجه هذه المدينة الواقعة بيد الإسلاميين منذ نهاية مارس، حتى أعلن المتحدث باسم جماعة أنصار الدين أن هذه الجماعة الإسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال مالي ستدمر "كل أضرحة" الأولياء المسلمين في مدينة تمبكتو التي أدرجتها منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر. وبحسب البعثة الثقافية في تمبكتو، فإن 16 ضريحا في هذه المدينة الواقعة بمحاذاة الصحراء والمعروفة باسم "مدينة ال333 وليا" مدرجة على لائحة التراث العالمي. وكان المتحدث باسم أنصار الدين تحدث شخصيا حول عمليات التدمير هذه، وذلك عبر التلميح إلى أن الأمر يتعلق برد على قرار اليونسكو بشأن لائحة التراث المعرض للخطر. وقال "الله واحد. كل هذا حرام. نحن مسلمون. اليونسكو ماذا؟"، مضيفا أن أنصار الدين ترد "باسم الله". وذكرت وكالات أنباء نقلا عن شهود عيان ان الإسلاميين دمروا بالكامل في وقت مبكر أمس ضريح الولي سيدي محمود في شمال المدينة. ومع إعلان قرارها إدراج تمبكتو على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر وموقع تاريخي في غاو (شمال شرق)، نبهت اليونسكو المجتمع الدولي إلى المخاطر التي تواجه المدينة في شمال مالي. وأعربت اليونسكو عن أسفها للتدمير "المأساوي" لأضرحة تمبكتو. وأعلنت سكرتيرة اليونسكو إليساندرا كامينز في بيان "علمنا للتو بالمأساة الجديدة للأضرار التي لحقت من دون سبب بضريح سيدي محمود في شمال مالي". وأضافت "أدعو كل المشاركين في النزاع في تمبكتو إلى تحمل مسؤولياتهم لما فيه مصلحة الأجيال المقبلة بهدف الحفاظ على تراث الماضي". ودعت كامينز أيضا كل اعضاء لجنة التراث العالمي في اليونسكو المجتمعين في سان بطرسبورغ (شمال غرب روسيا) إلى الانضمام إليها "للتعبير عن حزنهم وقلقهم حيال المحافظة على هذا الموقع المهم من التراث العالمي". وتعد مدينة تمبكتو الواقعة في قلب جمهورية مالي، من أهم العواصم الإسلامية في غرب أفريقيا، وتلقب ب"جوهرة الصحراء المتربعة على الرمال"، وهي البوابة بين شمال أفريقيا وغرب أفريقيا، وملتقى القوافل البرية للقادمين من النيجر وليبيا، وكذلك تجار الملح القادمين من (تودني)، وقد أنجبت العديد من الفقهاء والعلماء على مدى التاريخ.