لم يكن مساء الخميس الماضي يوما عاديا لدى المرأة في الطائف إذا شهد ميلاد أول سوق نسائي في المحافظة بمقر سوق الملطاني مول ، بالمنطقة المركزية ، وقد عاد السوق بهوية جديدة تحمل سوقا وخانا للنساء يحمل طابع الخصوصية لهن لتستقبل به الطائف المصطافين هذا العام . وذكر مدير الإدارة العامة لسوق الملطاني مول "مجدي العتيبي" ، أن فكرة السوق انبثقت من استشعار أهمية الخدمة الاجتماعية تجاه المرأة المحتاجة كالمطلقات والأرامل وغيرهن ممن يجدن في أنفسهن القدرة على النهوض بشأن المرأة في الطائف . وبين أن السوق عبارة عن محلات مؤجرة للسيدات ليقمن فيها بالبيع والشراء كل واحدة حسب البضاعة التي تقدمها بمحلها وذلك بأسعار رمزية تبدأ من 2000إلى 5000ريال في السنة ، على دفعات ميسرة .وقال إن هذه الخدمة المقدمة للمرأة هي واجب تجاهها من قبل تجار الطائف , فكانت النظرة للنساء في الطائف نظرة تكافل وعطف وخاصة للنساء اللاتي يحتجن للمساعدة ومد يد العون لهن, مضيفا أنه ينبغي أن يكون هناك تشجيع للمرأة العاملة والمنتجة لإثبات وجودها. والمرأة في الطائف لا تختلف عن مثيلاتها في أي من مناطق المملكة ولكن تحتاج إلى التشجيع وإثبات الوجود وما هذا السوق النسائي إلا مجال للمنافسة ولها حق التنافس وإثبات الوجود وعلى السيدات أن يثبتن أنهن قادرات على النهوض بمجتمع الطائف للأفضل والأجمل . وأشار العتيبي إلى أنه تم تخصيص الدور الثاني بالسوق للسوق النسائي وهو خاص بالنساء فقط , كما أنه ليس مجرد سوق للتجارة فحسب بل ملتقى نسائي ثقافي وديني واجتماعي واقتصادي. وقال إن إدارة السوق تسعى للنهوض بالمرأة عمليا واجتماعيا واقتصاديا . وبين أن الجهات الرسمية باركت المشروع وشدت على أيدي أصحابه كونه خصص مكانا للمرأة وحدها في مجال تسوقها وأضاف أن الغرفة التجارية أيضا شجعت وساندت هذا السوق ، وسيخصص السوق أماكن للجمعيات الخيرية وجمعية رعاية الأيتام مجانا بحيث تعرض منتجاتها ويعود ريعها لها وللأعمال الخيرية . وأشار إلى أن السوق النسائي له إدارة نسائية خاصة تشرف على الموقع وتتابع احتياجات الأخوات البائعات والقائمات على أعمالهن , وأنه منح مقرا مجانيا لجمعية الثقافة والفنون القسم النسائي مقابل أن تتخرج من هذه الجمعية من تكون في يدها صنعة تستفيد منها . وعن تاريخ السوق قال العتيبي إن السوق يعود إلى رجل بناه يدعى محمد علي عمر الملطاني عام 1360 أي قبل 71عاما وبدأ بتأجيره في رمضان عام 1361 ، وكان هذا السوق والذي عُرف قديما "بخان الملطاني" بأنه وجهة أساسية لأهل القرى وسكان الطائف وكان عبارة عن دكاكين مختلفة في عملها فهناك الحرف والخزف وبيع الأرز والبقوليات إضافة إلى أنواع أخرى يتم بيعها بخان الملطاني سابقا . و في تلك الفترة كان أي فرد من السكان يستطيع تموين منزله من الخان واستمر كذلك حتى عام 1401 ثم تغير من البناء الطيني إلى الحجري ومنذ عام 1418ه أصبح مولا وبناء مسلحا ولحقته ترميمات وتجديدات ,وقد شهد أحدث التطويرات والتجديدات في عام 1428. وبينت المشرفة على الموقع النسائي عبير العنهمي أن الهدف من فكرة السوق هو مساعدة المرأة المنتجة على كسب قوتها بيدها ومن رزق حلال لتستطيع خدمة نفسها ومن ترعاهم . وأشارت إلى أنه من خلال العمل تستطيع المرأة النهوض بنفسها وغيرها في الطائف في جميع المجالات , والموقع نسائي يحمل خصوصية لهن ولتواجدهن في السوق ويجعل هناك إمكانية في التعامل مع سيدات بائعات دونما حرج في مختلف البضائع . وأضافت أن السوق سيكون له برنامج كل يومين خاص بالنساء بينما سيكون هناك كل يوم خميس مهرجانا أو فعالية تناسب السيدات , وإدارة السوق سوف تحتفل الخميس المقبل بخريجات المدارس والجامعات في فعالية تعد الأولى من نوعها للسيدات والفتيات على مستوى الأسواق في الطائف، وستتنوع برامج السوق وتشتمل على فعاليات إفطار صائم ومساعدة الأيتام . وكان "للوطن" جولة في هذا السوق الذي اشتمل على العديد من المحلات التجارية المتنوعة منها ما يُعنى بكماليات المنزل والملابس النسائية بكافة أشكالها وأنواعها ومشاغل نسائية وأماكن أخرى تخصصت في الحاسب الآلي وأخرى تختص بالرسم على القماش والتصاميم وأخرى تشكيلية تقوم بعمل دورات للكبار والصغار وبرسوم رمزية إضافة إلى ورش عمل متنوعة ومحال خاصة بملابس الأطفال , إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي والعباءات إضافة إلى التجميل والجلابيات وغرائب النت وألعاب أطفال وألعاب زوجية ورومانسيات .