هل فكرت في يوم صفاء مع نفسك، ماذا قدمت في حياتك من إنجازات؟ أو على الأقل ماذا حققت خلال العام الماضي؟ ولو ضيقنا الخناق قليلا.. ماذا استفدت من أزمة كورونا الخانقة؟ هل استفدت منها سلبيا بالتلفزيون ومسؤول الضياع الأول في عصرنا الحالي (الجوال) وما يحتويه من وسائل التواصل الاجتماعي، وما تسببت به للناس من إزعاج بكثرة الرسائل أو تكرارها أو جرح لأحد بكلمة مزاح فوقعت في قلبه، أو كلمة تنمر لأحد أو غيبة لأحد آخر، أم استفدت منها إيجابيا في نواحي حياتك وحققت معدلات نجاح عالية في عجلة النجاح، بالمناسبة عجلة النجاح في الحياة تنقسم إلى ستة أقسام رئيسة، الروحية والصحية والاجتماعية والتعليمية والأسرية والعملية. فهل تقدمت دينيا في عبادة الليل وسهام الدعاء وتضرعت إلى الخالق؟ أم اتخذت جانب الصلاة وأحرزت به نجاحا ورضا داخليا بالجمع بين الصلاة المفروضة وسننها الاثنتي عشرة ركعة، إضافة إلى قيام الليل؟ أم كان لك جانب في الصوم أو الصدقة في ظل تعطل الناس عن العمل وتكفلت بأحدهم؟ ماذا عن جانبك الصحي؟ هل اعتنيت بصحتك وتوعية أكلك ومدى توافقه مع صحتك البدنية وسنك؟. أحب أن أذكرك بأننا ظللنا وقتا طويلا بسبب فايروس كورونا منغمسين بالتبطح والكسل بين أركان المنزل. سؤال أيضا من فضلك، هل فكرت ماذا قدمت لمجتمعك ومعارفك وعلاقاتك؟ هل فكرت أن توفق بين اثنين أو تصالح بين متخاصمين؟ أو فكرت في تقوية علاقتك بأحدهم؟. اعتذر لثقل الأسئلة وكثرتها، ولكن دعني أرشدك بقليل من المعلومات عن ثلاثة الجوانب المتبقية (التعليمي، الأسري، العملي) في عجالة. اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ في جوانب مختلفة ووسع مداركك، وكن مثقفا أمام الجميع حتى لو لم يكن لك خاطر للقراءة، فأقول لك شاهد فيديوهات تعليمية عبر الإنترنت وهي كثيرة. تقرب كثيرا من عائلتك قدم لهم وقتا إضافيا بالمفيد والاستفادة الإيجابية، فمن الممكن أن تستمتع معهم في مشاهدة فيديو مفيد على الإنترنت، قد يكون ذلك غريبا بعض الشيء، أو جلسة تخطيط لموضوع مستقبلي يزيد من ترابط العائلة ويقوي صلتها، أو يمكنك عزيزي الأب أن تمسك بزمام الأمور في المطبخ وتقدم طبخة شهية للعائلة وسط جو تشجيعي من أفراد الأسرة. أما عمليا، أقصد (في مجال العمل) فأنصحك بأن تخلص النية لله يوميا، وأن تعمل بجد، وقدّم ما تعتقد أنه سيفيد دينك وبلدك ومجتمعك. أخيرا، عزيزي القارئ فكّر وتمعّن في كل سؤال، واستفد من بعض الأفكار الإيجابية، واهتم بنفسك ولا تضع وقتك سلبيا بل استفد منه إيجابيا.