تتبادل العاصمتان الأوروبيتان باريس وبرلين الثراء المعرفي والثقافي خلال النصف الثاني من العام الجاري، وعلى مدى أشهر في البيت الأوروبي للتصوير الفوتوجرافي، ومسرح بلدية باريس وغيرهما من الأماكن الثقافية الهامة في العاصمة الفرنسية. وتأتي هذه التظاهرة الطويلة بمناسبة مرور 25 عاما من الصداقة والتعاون الثقافي بين العاصمتين وتحت رعاية بلدية كل من باريس وبرلين برتراند ديلانوي وكلاوس فوفرايت. وتحمل التظاهرة عنوان "جنبا إلى جنب.. باريس-برلين" ويقوم على تنظيمها كل من المعهد الفرنسي وبلدية باريس ومعهد جوتة، على مدى ستة أشهر من خلال العديد من الأنشطة وسوف يتعرف الباريسيون والسائحون والمقيمون على الكثير من الجوانب الثقافية النابضة بالحياة في كل من برلين وباريس. وفعاليات هذه التظاهرة الكبيرة لن تقتصر على باريس فقط بل ستتم بالتبادل حيث إن معهد جوتة الألماني سوف يضم بدوره مهرجانا موسيقيا كبيرا لاستعراض أهم الفرق والمقطوعات الموسيقية الفرنسية، في حين ستحتضن باريس مهرجانا موسيقيا بعنوان (تعاون باريس) ويتضمن على مدى الأسبوع مهرجانا موسيقيا للموسيقى والفرق الألمانية. وفيما يخص الفنون البصرية والتي سوف يخصص لها على مدى التظاهرة أكثر من صالة عرض في باريس، فإن متحف الفن الحديث سوف يحتضن جزءا من مجموعة مايكل ويرنر أحد أهم المتخصصين في اقتناء وبيع اللوحات الشهيرة والذي سبق وأن تبرع بحوالي 130 عملا فنيا للمتحف نفسه. أما في برلين فسوف يكون هناك حضور كبير على مدى فصل الخريف من العام الحالي لأعمال المصور الفرنسي ستيفان كوتورييه والذي سيتم تكريمه خلال هذه الفترة. هذا وسوف تضم التظاهرة أيضا معرضا ضخما للتصوير الفوتوجرافي في البيت الأوروبي بباريس لليس سبرينجز حيث سيتم عرض ما يقرب من 40 صورة نادرة إلى جانب الصور التابعة لمؤسسة هيلموت نيوتن الألمانية. هذا وسوف تتعدد فعاليات التظاهرة لتشمل الندوات الأدبية وتوقيع الكتب وإلقاء الشعر إلى جانب العديد من الأمسيات التي سيعرض من خلالها رقصات فلكلورية للبلدين. بشكل عام وبعيدا عن أعضاء الفرق الموسيقية والراقصة، فإن هناك أكثر من 60 فنانا من أشهر الفنانين المعاصرين في البلدين سوف يشاركون في هذه التظاهرة، التي تؤكد على أن العاصمتين هما الأكثر قدرة على الاستثمار في الفنون والثقافة والتبادل المعرفي بين دول أوروبا الغربية.