وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يستعد لخوض ثاني انتخابات رئاسية خلال الأشهر المقبلة، موطئ قدم له في ولاية الحزب الجمهوري تكساس، مستفيداً من قوة نمو الأقلية الإسبانية (اللاتينية) من جانب ورغبة الشباب في الخروج من بوتقة الحرس القديم ذي الولاء المطلق لحزب محدد دون النظر إلى أجندته الانتخابية، فيما تفضل شريحة واسعة من الناخبين عدم المشاركة مطلقا في العملية الانتخابية لهذا العام والغياب عن المشاركة السياسية في ظل رفضهم للعملية السياسية التي تفرض على المواطن الأميركي فرصا محدودة من الاختيار ما بين مرشحين للحزبين الجمهوري والديموقراطي فقط. وبينت الباحثة الأميركية بمعهد "أنيت ستراوس" في جامعة تكساس (في أوستن) الدكتورة ريجينا لورانس أن الرئيس أوباما كسب الانتخابات الرئاسية عام 2008 لأنه آمن بأهمية الدور الذي يلعبه الشباب في المجتمع الأميركي واستخدم الفيسبوك للتواصل معهم فنال تأييدا كبيرا منهم لا يزال يحتفظ به من الشباب رغم تضررهم من الظروف الاقتصادية الصعبة خلال سنوات تواجده في البيت الأبيض. وأوضحت لورانس ل"الوطن" أن الشباب الأميركي لا يشارك بفعالية في العملية السياسية الانتخابية عادة إلا أنهم تحولوا إلى قوة انتخابية لا يستهان بها ولها وزن حقيقي في تحقيق فوز مرشحي الأحزاب منذ عام 2007 بعد غياب استمر لأكثر من أربعة عقود، كاشفة أن 24 % من طلاب الجامعات يشعرون بالثقة والأمن حيال مستقبل أميركا، فيما ينال الرئيس أوباما ثقة الفوز في الانتخابات الرئاسية وبمعدلات إيجابية تصل إلى 67 % من تقييمات طلاب الجامعات، مؤكدة أنه لا يمكن تجاهل الدور الذي سيلعبه الشباب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، موضحة أن الرئيس أوباما لا يزال يحظى بتأييد الكثير من الشباب بمن فيهم الشباب في الجنوب الأميركي في تكساس التي كانت تمثل مركز ثقل أساسي بالنسبة للحزب الجمهوري. من جانبه اعتبر بروفيسور الإعلام الرقمي في جامعة تكساس في أوستن الدكتور سين كارتيس باتريك، أن التحدي الأكبر الذي سيواجهه المرشح الجمهوري، ميت رومني، أن النسب لا تزال متقاربة في الفوز بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي، فيما ينال أوباما تأييداً كبيراً من الأقليات الموجودة في أميركا بسبب اهتمامه بتعديل قوانين الهجرة لتسمح للمهاجرين غير الشرعيين بالحصول على الرعاية الطبية وتعليم أبنائهم مجاناً وإعطائهم فرصة تعديل وضعهم تمهيداً لحصولهم على الإقامة النظامية والجنسية في وقت لاحق، مما جعل له شعبية عالية جداً لدى الأقلية الإسبانية (مهاجري المكسيك) الموجودين في تكساس بأعداد كبيرة، والذين يشكل نموهم المتسارع الخطر الديموجرافي بالنسبة لتركيبة السكان في هذه الولاية الجمهورية والتي كانت مركز ثقل مضمون في السباقات الرئاسية، مضيفاً أن العامل الاقتصادي ومعالجة قضايا البطالة والظروف الاقتصادية الهم المشترك والأولوية على حساب كافة القضايا الأخرى بالنسبة للمواطن الأميركي، مما يجعلها ذات أهمية وتأثير في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ومن داخل المقر لمجموعة من النشطاء "الديموقراطيين الشباب في ولاية تكساس" كان الحديث عن طريقة جمع الأصوات للرئيس أوباما وحث المصوتين على دعم المرشح الديموقراطي، حيث تحدث قائدهم جان كرولي عن أهمية العمل من باب إلى باب لضمان إقناع الجمهور بهذا الجهد، مؤكداً أن هناك حلولا قدمها الرئيس أوباما لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنفيذها والحصول على نتائجها، خاصة في قضايا التأمين الصحي ومعالجة قضايا الهجرة غير الشرعية، مشيداً بدور المشاركين في المجموعة من الذين يقدمون مزيداً من الأصوات للمرشح الديموقراطي والمزيد من المتطوعين للعمل معهم أو لدعمهم مالياً.