وجد الكاتب إبراهيم صحراوي صعوبة كبيرة لقلة المصادر وعدم تعاون ذوي المستشرق والمستعرب الفرنسي المعاصر دانيال ريغ، لكنه مع ذلك نجح في إصدار كتاب عن هذا المستشرق المهم، ضمن مشروع مئة كتاب وكتاب الذي أطلقته جائزة الملك فيصل العالمية بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس. وريغ مجاز في اللغة العربية التي عشقها، و«تعلَّم أصولها في المغرب، وخصّص لها فيما بعد جهوده كلها، تدريسا وتعليما في الجامعات والمدارس العليا الفرنسية، وتحقيقا وترجمة وتأليف معاجم وكتب في قواعدها صرفا ونحوا، ودراسة نصوص (أدبية بالدرجة الأولى، سردية أساسا) في ملتقيات ومؤتمرات علمية جامعية وغير جامعية، باحثا عن دلالاتها وأبنية هذه الدلالات وسِماتها. يحمل دكتوراه في الأدب ودكتوراه في الإسلاميات. أشرف على رسائل وأطروحات كثيرة، وهو مفكِّر لغوي بامتياز. بلور نظرية (كي لا نقول نظرية) حديثة (وحداثية) للغة العربية ومقاربتها ودراستها وتدريسها، ترك فيها طرق السابقين وأساليبهم، وتحلَّى في قولها وإعلانها بقدر من الجرأة والإقدام كانا ينقصان كثيرين. لا تذكر المصادر أي شيء عنه، بل لا نجد له سوى ترجمة قصيرة جدا من 3 جمل تذكر أنه مجاز في اللغة العربية وآدابها. يحمل دكتوراه في الأدب، وأخرى في (الدراسات الإسلامية). أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بباريس. ترجح ولادته بين 1920 و1930، وتوفي في 13 فبراير 2007 في باريس. يذكر البعض أنه ترعرع في المغرب. مؤلفاته ترك ريغ مؤلفات عدة دارت في معظمها حول تعلُّم العربية وتعليمها، وحول بعض علومها (الصّرف، المعجمية)، ولم يتوان في التأريخ لوجودها في فرنسا ومراحل تطور الاهتمام بها هناك. كما ترك مقالات ودراسات نقدية كثيرة عن نصوص أدبية وظواهر ثقافية عربية (مقدِّمات لكتب، مداخلات في مؤتمرات وندوات علمية... إلخ)، عدا إشرافه على رسائل وأطروحات جامعية كثيرة، تتعلّق في معظمها بالحياة العربية في جوانبها المتعدّدة وعصورها المختلفة. كما أن عمله أستاذا للغة العربية وآدابها في الجامعة دفعه إلى اقتراح طريقة لتعليمها وتعلُّمها عبر تصميم سلسلة كتب من 3 أجزاء. أتعلّم العربية ج1 ظهرت الطبعة الأولى من الكتاب سنة 1974، يتساءل المؤلّف في مقدمته عن الوسيلة التي يمكن تدريس العربية بها. قبل أن يجيب بأن ذلك يتم بفضل (البنوية؟) وبالمنهجية/ الطريقة السمعية البصرية الشفهية، ليشير بعد ذلك إلى أن المنهجية التربوية التي تحكّمت في تصميم هذا الكتاب استلهمت إسهاماتهما: أي البنوية والطريقة السمعية البصرية. يتضمّن الكتاب 30 درسا، قوامها تمارين تعرُّف وكتابة. ويحاول التلميذ معرفة المطلوب منه عبر الرسوم المصاحبة للدرس، لأن الأمر يتعلّق بجعله في وضعية تلقٍّ، ثم تكرار وإبداع. لذا يعود المعلِّم مع بداية كل درس جديد إلى عناصر من الدّرس السابق لتعلّم كلمات جديدة. ولأنه كتاب قراءة ونحوٍ في الوقت نفسه، يوجد في نهايته مُلحق (أو موجز) بعنوان: كتاب النحو، يستعيد الأمثلة المذكورة سابقا، ويقدِّم لها شروحا نحوية خالصة باللغة العربية. يليه في الختام فهرس بالكلمات المستعملة في الدروس مرتّبة ترتيبا ألفبائيا. الفهرس عبارة عن جدول من 4 خانات تضم كل منها اللفظة بالعربية وباللغات الفرنسية والألمانية والإنجليزية. ترد التعليمات المصاحبة للدروس باللغة العربية. النصوص مكتوبة من المؤلِّف، وليس فيها أي نص من التراث الأدبي العربي قديمه وحديثه، تصاحبها رسوم بالأبيض والأسود على طريقة الشرائط المرسومة، يستعين بها على ترجمة تعليمية أو وضعية، كما يستعملها لتحفيز الكلام ودفع التلميذ إلى التعبير. أتكلّم العربية ج2 صدّره بمقدمة قصيرة بعنوان: تمهيدات بيداغوجية أعطى فيها عبر 3 فقرات فكرة عن محتوى الكتاب وكيفية تقديمه، سواء أتعلّق الأمر بالنصوص أم بالملاحظات النحوية أو بالتمارين: نصوص حوارية وملحوظات نحوية تحيل إلى موجز نحوي موجود بعد القسم العربي من الكتاب، وتمارين مصممة بطريقة توجّه المعرفة النحوية المكتسبة إلى الممارسة اللغوية مشافهة أو كتابة. النصوص عبارة عن سردٍ من «جاك» المبتدئ الباريسي في تعلُّم العربية، لمجريات رحلته الاستكشافية إلى المشرق العربي لصديقه «سامي». يتدخل في هذا السّرد/ الحوار من حين لآخر «راوٍ» لتوضيح شيء ما. أما الملاحظات النحوية فهي -كما يرى- موجّهة إلى السّير بالمتعلِّمين والمعلِّمين في تنظيم المعرفة النحوية بتجنيبهم الوقوف المطوّل عند تفاصيل غير مهمة، أو التعثر بقضايا تستلزم وقتا طويلا لحلِّها، وملاحظات أخرى. ثم يعطي فكرة موجزة عن التمارين الملحَقة بكل نص. المعجمية العربية كتب ريغ أبحاثا في المعجمية العربية ضمنها آراء وملاحظات ورؤى عن صناعة المعجم العربي منذ بداياته مع معجم «العين» للخليل بن أحمد المتوفى بين سنتي 786 و791، ومن ذلك دراسة بعنوان: السيماسيولوجيا والأونوماسيولوجيا: التوجُّه العربي في صناعة المعاجم (بالفرنسية)، استعرض فيها تقنيات تأليف المعجم في التقاليد اللغوية والفكرية، باستعراض طرائق ترتيب مادّته عبر العصور. عرّف في بدايتها صناعة المعجم بأنها ذهاب وإياب بين الكلمات ومعانيها من خلال ما أسماه بالسيماسيولوجيا والأونوماسيولوجيا. فالسيماسيولوجيا هي تعريف الكلمات/ العلامات، وذلك بتحليل كل منها، أي شرح معانيها مع شرح لأوجه هذا التعريف وخصائصه ودورها في تقريب المعنى والإفهام، أما (الأونوماسيولوجيا) فهو الانطلاق من المعنى (المفهوم) لإيجاد ألفاظ أو علامات لغوية أو مصطلحات تدل عليه، هي -بعبارة أخرى- الانطلاق من الفكرة التي نرغب في التعبير عنها للوصول إلى اللفظة التي نعبِّر بها عنها. السبيل معجم عربي- فرنسي/ فرنسي- عربي في البحث المُخصَّص لتوجهات الصناعة المعجمية العربية، يشير المؤلِّف إلى أن قاموسه (السبيل) يوجد بالضبط في ملتقى التقاليد (الأصالة) والحداثة. جانب التقاليد أو الأصالة التي أسهم علماء اللغة العرب في العصور الذهبية في إرسائها عبر تفكير ثري وموحٍ إلى حد كبير، و«التي يجهلها مطلقا واضعو القواميس العربية الحديثة». ويشير إلى أنه رغِب في أن يحتفظ لتنظيم قاموسه بمزايا الترتيب الألفبائي عبر تعداد الإحالات إلى الجذور، انطلاقا من هذا الترتيب بالنسبة لبعض الجذور صعبة التحديد، رامزا إلى تلك الإحالة بسهم في الاتجاهين أو بصيغ مثل [(انظر أيضا «رقم ما») و: انظر الترتيب الألفبائي]. وكذلك استغلال خصائص الاشتقاق إلى الآخِر، وذلك بجعل النظام الداخلي الذي يتيحه الاشتقاق تلقائيا. السّهل معجم عربي فرنسي.. اعتمد في هذا القاموس الترتيب الألفبائي المطلَق، دونما اعتبار للجذور العامة للكلمات، ونتذكر أنه قدم ما يشبه النقد لمبررات بعض معتنقي هذا النوع من الترتيب. مختارات عربية كتاب يتضمن نصوصا (352 نصا) مختارة لكُتّاب عرب تدور حول موضوعات متعدِّدة (كالطبيعة والحيوانات والقرية والمدينة ووسائل النقل والتنقل والعلاقات الاجتماعية والعمل والأشخاص والانطباعات والمشاعر والعنف والجيش والموت والعلم والمعرفة والحضارة والمجتمع العربي و.. نوادر جحا). عرس الزين حلل ريغ رواية «عرس الزين» للطيب صالح مرتين: الأولى بمداخلة بعنوان «الخطاب الأدبي العربي المعاصر» في الملتقى الذي انعقد بالكوليج دو فرانس/ باريس يومي 4 و5 فبراير 1977، وقدمها في الثانية بعنوان عرس الزين «الكيمياء الأدبية في السودان» 1989. ووظيفة التحليل هي في المقام الأول الكشف عن بنية العمل الأدبي بالتعرُّف على وحداتها وتوضيح كيفية ترابطها واشتغالها وميكانيزمات توليدها للمعنى، منصرفة عن إطلاق الأحكام القيمية. رجل الاستشراق لم يكن الشّرق مادة إلهام فقط للمخيال الغربي، بل كان -ولا يزال- مادة دراسية أيضا. في هذا المجال يتنزّل كتاب [رجل الاستشراق] وهو من أهم كتب دانيال ريغ. يؤرخ للغة العربية في فرنسا، ويرسم مساراتها المختلفة. ابن الجوزي، صيد الخاطر بحث جامعي. ترجم في 331 صفحة من القطع المتوسِّط فصولا أو مختارات من الكتاب، بلغت 190 فصلا أو فقرة من مجموع 373 فقرة أو فصلا تضمنتها النسخة التي نشرها الشيخ محمد الغزالي. تصرّف في عنوان الكتاب، فأصبح صيد الخاطر «الفكر الفَطِن»، بعد أن استغرق أزيد من صفحة من المقدّمة الوافية (الدراسة) لشرح معناه، وقد عرَّف فيها بالمؤلِّف، وقدم فيها ملاحظات عدّة على الكتاب، وأشار فيها إلى قضايا متعلقة به، سواء من حيث طول مدة تأليفه، وجهل تاريخيْ بدايتها ونهايتها، أم من حيث توارد الأفكار وعدم خضوعها لترتيب مسبق، ما اضطر المحقِّقين (العرب) إلى ترقيم الفقرات أو الفصول / أو إعطاء عناوين لبعضها. أو من حيث علامات حضور الكاتب والقارئ أو المخاطَب، أو من حيث كثرة الشواهد، أو من حيث علاقة الإنسان المتناقضة بالعالم وما إلى ذلك. وقد لاحظ البعض على الترجمة بعض الهفوات ونقص الدقّة، برغم إقرارهم بجودتها. ريغ -مجاز في اللغة العربية -درّسها في الجامعات والمدارس العليا الفرنسية -كتب في قواعدها صرفا ونحوا -دكتوراه في الأدب -دكتوراه في الإسلاميات -مفكِّر لغوي بامتياز صحراوي -ناقد ومترجم -أستاذ في جامعة الجزائر -حصل على جائزة عويدات لأفضل كتاب إبداعي عربي 2000 (تحليل الخطاب الأدبي) -حصل على جائزة ابن خلدون -سنغفورة للترجمة في العلوم الاجتماعية 2016