كتاب "المعجمية العربية بين النظرية والتطبيق" الصادر حديثاً عن مكتبة لبنان ناشرون للباحث الأكاديمي العراقي علي القاسمي هو مجموعة دراسات تتعلق بصناعة المعجم العربي. يتناول الكتاب مسألة التمييز بين القاموس والمعجم، من زاوية التخلص من الاشتراك اللفظي، وكيفية استخدام هذين المصطلحين مع إلقاء الضوء على المسيرة الاستعمالية لهما حتى العصر الحديث. ويعرّج على مصطلحات المعجمية وعلم المعجم وصناعة المعاجم، وكذلك على المصطلحية وعلم المصطلح وصناعة المصطلح، في سبيل بث المنهجية العلمية في هذا المجال. ويذكر الكتاب الخصائص المميزة للمعجمية العربية وبخاصة ترتيب المدخل وترتيب المعاني والمعلومات التي يتوجب توافرها صوتياً ونحوياً وشواهد، ناهيك بأصناف التعريفات الشارحة وأنواعها. ويفيض في معالجة المعجم العربي للناطقين باللغات الأخرى وكذلك بمعاجم الاستشهادات وتقنياتها، والمعاجم المتخصصة ودورها في نقل التكنولوجيا، ودور الترجمة في التبادل الثقافي، ومشكلات المترجم في المنظمات الدولية، ومبادئ المعجمية الحديثة وتطبيقاتها على المعاجم الثنائية اللغة العربية - الانكليزية، والفرنسية - العربية. ويعالج مسألة اختصار المعاجم، وطرائق الاختصار، وأهدافه من خلال "مختار الصحاح" للرازي، الذي يقوم على: اختصار المعلومات النحوية، وحذف الألفاظ الحوشية، والمعاني الغريبة، والمعلومات الموسوعية، والشواهد، والمصادر والمراجع. ويوضح المؤلف من تقديمه: "تتناول الدراسات التي يضمها هذا الكتاب جوانب نظرية وتطبيقية مختلفة من صناعة المعجم العربي. وقد أُلقيت معظم هذه الدراسات في ندوات عالمية وعربية متخصصة عقدت في تونس والسعودية وسيري لانكا وفنلندة والكويت ومصر والمغرب والولايات المتحدة الأميركية وسواها. ولهذا فإن بعضها كُتب أصلاً باللغة الانكليزية ثم تُرجم الى العربية. وهكذا نجد أن معظم المصادر والمراجع في هذه الدراسات أجنبية.... وكانت غالبية هذه الدراسات نُشرت في السجلات العلمية لتلك الندوات كما أعادت نشرها مجلة "اللسان العربي" التي يُصدرها مكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهي المجلة العربية الأولى - إن لم تكن الوحيدة - المتخصصة في المعجمية والمصطلحية والتعريب".