طلبت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من وزارة الصحة، التحقيق في أسباب الإهمال الحاصل بمعظم مباني مستشفى الصحة النفسية في محافظة جدة، وتحديد المسؤول عنها ومحاسبته، والمبادرة إلى إعادة تهيئة مباني المستشفى أو نقله لمقر آخر. وأكد مسؤول بالهيئة ل"الوطن" أمس، أنه بناء على التحقيق الذي نشرته "الوطن" تحت عنوان "نفسية جدة.. مبنى متهالك وأدوية شحيحة وعاملون يسيئون للمرضى" في 5 يونيو الجاري، فقد شكلت الهيئة فريقا رقابيا عاين المستشفى، وأعد تقريرا بمختلف الملاحظات التي جاءت متطابقة مع ما نشرته "الوطن"، حيث تم توثيق جميع الملاحظات، وطلب تحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم. وأصدرت الهيئة بيانا أمس، أكدت فيه أنها تابعت ما تعانيه مباني مستشفى الصحة النفسية بجدة من تهالك، وقدم أجهزته، ونقص بعض الأدوية النفسية، ثم كلفت منسوبيها بالوقوف على وضع المستشفى والتحقق من حالته، وتبين لها أنه تم افتتاح المستشفى كمحجر صحي عام 1375 ه، وتم تحويله إلى مستشفى للصحة النفسية، وأن مباني المستشفى متهالكة بشكل عام، كما أن تمديد الأسلاك الكهربائية الرئيسة يتم بشكل مكشوف ومتدل على الجدران، وهناك عدم وجود أنظمة لمكافحة الحريق، وبقاء المخلفات الإنشائية بالموقع، مما يشكل خطورة على سلامة من فيه. وتضمن بيان الهيئة، ملاحظات حول رداءة مستوى الصيانة والنظافة بشكل عام، وأن محطة معالجة مياه الصرف الصحي معطلة منذ سنوات، وأن خزان الصرف الصحي يطفح بشكل يومي، إضافة إلى تجمُّع المخلفات وأكياس النفايات في مواقع عدة بالمستشفى، ورداءة مستوى أسرّة الطوارئ واتساخها، وكذلك اتساخ دورات المياه وعدم مراعاة إجراءات السلامة المتعلقة بوجود بعض المواد الكيميائية فيها، وأن أجنحة التنويم تعاني عدم التهوية، بسبب إغلاق النوافذ وتجميع المرضى في صالة واحدة، على الرغم من تواجد مرضى مصابين بأمراض معدية لم يتم عزلهم عن باقي المرضى. وذكرت الهيئة في بيانها أنها رصدت معاناة قسم الصيدلية في المستشفى من نقص في بعض الأدوية النفسية، فيما لا يوجد برنامج حاسب مخصص لرصد ومتابعة صرف الأدوية، وعدم وجود أجهزة نداء آلي لمراجعي العيادات والصيدلية، علاوة على تراكم الملفات الطبية على بعضها في الأرشيف، بسبب صغر حجمه، وعدم وجود دواليب كافية لحفظها من الضياع. وشددت الهيئة في بيانها، على أنها طلبت من وزارة الصحة، التحقيق في أسباب الإهمال الحاصل في معظم مرافق المستشفى، وتحديد المسؤول عنها، ومحاسبته، والمبادرة بإصلاح وضع المستشفى، وإعادة تهيئة مبانيه أو نقله إلى مقر آخر، وإعادة بنائه مجددا. وفي الوقت الذي أكد فيه مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور سهيل خان ل"الوطن" أمس، انتهاء هيئة مكافحة الفساد من جولتها بالمستشفى، أوضح مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود، أن إدارته لم تتلق بعد تقرير الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، مشددا على أن إجراءات حثيثة يتم تنفيذها حاليا لتطوير المستشفى، من بينها اعتماد مشروع جديد تمت ترسيته لإنشاء مبنى للمستشفى بسعة 500 سرير، وبتكلفة 250 مليون ريال، إضافة إلى توفير عدد من الفرص الوظيفية، وبرامج التدريب والابتعاث للأخصائيين النفسيين، بهدف تطوير مستوياتهم بما يخدم المرضى. وحول مشكلة نقص الأدوية، أشار إلى أن الشؤون الصحية توفر كافة الأدوية النفسية للمستشفى، وتلتزم بالأدوية الموجودة في دليل الوزارة، وأن إدارته تحرص على تزويد جميع مستشفيات جدة بكافة الأدوية.